![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
" نقش علي قبر" ما زلت أذكر هذا الاجتماع جيدًا. طلب منّا الواعظ أن نُخرج ورقة وقلمًا؛ فاخرجنا. ثم طلب منا أن نرسم علي الورقة شكلاً مثل قُبَّة؛ فرسمنا. ثم طلب أن نرسم مستطيلاً تحت القبة، فتملَّكنا العجب، لكننا فعلنا ما طلب منا. ثم عاد وسألنا أن نضع صليبًا أعلى القبّة فوضعنا ثم سألنا: “ماذا انتم راؤون أمامكم الآن؟” فنظرنا إلى الورقة، ثم إلى بعضنا البعض، ثم إلى الواعظ متحيرين حاول بعضنا التخمين، فلم يفلح أحدنا في الوصول إلى قصد الواعظ. ثم أفصح الواعظ عن غرضه قال لنا: أن هذا الشكل المستطيل هو القبر الذي سترقدون فيه بعد ما شاء الله لكم من العمر. أطال الله بقاءكم فقلنا: يا ستار. فال الله ولا فالك. لسنا ننتظر الموت، إننا ننتظر مجيء الرب قال الواعظ: لا بأس عليكم.. إنما أردت أن أوضِّح فكرة ما. قلنا له: هاتـها أفادك الله قال خادم الرب: قلت لكم: تصوّروا أن هذا هو قبركم. قلنا: تصوَّرناقال: اكتبوا على جانب منه ما تعتقدون أنه سوف يُكتَب عنكم من الناس عند رُقادكم. وعلى الجانب الآخر اكتبوا تقريرًا صادقًا أمينًا عما يمكن أن تكتبوه أنتم عن أنفسكم على شاهد قبركم ساد الصمت طويلاً، وكل منا يراجع نفسه، ويستعرض جوانب حياته المختلفة. وما أثَّر فيَّ تأثيرًا بالغًا هو صِدق أحد الخدّام المُخلِصين، وهو يقول في تقريره عن نفسه الذي سيكتبه علي قبره: “خدم كثيرًا؛ لكنه خدم نفسه أكثر من خدمته للرب”. انتهي الاجتماع، ومَرَّ من الأعوام أكثر من عشرة بعد انتهائه، لكنني ما زلت أذكر الانطباع الذي خرجت به، وما زلت أسأل نفسي: “تُرى.. ما هو، بالأحرى، تقرير الرب عني فيما قد مضى من عمري؟”. وليس تقرير الناس أو تقريرى صديقي : تُرى ما هو تقرير الله عما قد مضى من حياتك؟ وماذا تحبّ أن يكتب عن الباقي منها؟ أشكرك أحبك كثيراً يسوع المسيح يحبكم جميعاً هو ينبوع الحياة الأبدية الى الأزل |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|