لنوضِّح بدايةً ماذا يعني أن تكون ودوداً، لا بدَّ أنَّك تعرف ذلك الشعور عندما تحضر مناسبة اجتماعية، وينشغل جميع الموجودين في الحديث مع بعضهم بعضاً، ولا يبدي أحدهم اهتماماً بك أو رغبةً بالتحدُّث معك، وهنا ينبغي ألا تتصرَّف بنفس الطريقة مع الآخرين، بل يجب أن تُبدي لهم الاهتمام، وهذا يعني مثلاً أن تبتسم للآخرين، بدلاً من التثاؤب أو الانشغال بلعبة على هاتفك الذكي.
فأن تكون ودوداً يعني التواصل مع الآخرين بصرياً، وإلقاء التحية بلطف، والتعبير لهم عن سرورك بمعرفتهم، وأن تكون ودوداً يعني مناداة الآخرين بأسمائهم، والتواصل مع أشخاص جُدد لا تعرفهم، وبما أنَّ هذه الاستراتيجية نجحت معي بصفتي شخصاً انطوائياً، فلا بدَّ أنَّها تنجح مع الآخرين، وهذا ما ساعدني على العمل والنجاح في المجال السياسي والقانوني؛ إذ كنت أُلاحظ سلوكات المحامين والسياسيين الناجحين، وأميِّز السلوكات الناجحة عن السلوكات غير الناجحة.