منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 03 - 12 - 2025, 12:15 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,389,044

الْبَسُوا الرَّبَّ يَسُوعَ المَسِيحَ وَلَا تُشْغَلُوا بِالجَسَدِ


ضَرورِيَّةُ السَّهَرِ الدَّائِمِ

يَحُثُّ يَسُوعُ تَلامِيذَهُ عَلَى السَّهَرِ فِي انْتِظَارِ اسْتِقْبالِ ابْنِ الإِنْسَانِ عِنْدَ عَوْدَتِهِ، فَيَقُولُ:"طُوبَى لِأُولَئِكَ الخَدَمِ الَّذِينَ إِذَا جَاءَ سَيِّدُهُمْ وَجَدَهُمْ سَاهِرِينَ" (لُوقا 12: 37). وَيُؤَكِّدُ فِي مَوْضِعٍ آخَر: "فَاسْهَرُوا إِذًا، لأَنَّكُمْ لَا تَعْلَمُونَ أَيَّ يَوْمٍ يَأْتِي سَيِّدُكُمْ" (مَتَّى 24: 42). إِنَّ الرَّبَّ يَدْعُونَا إِلَى السَّهَرِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُحَدِّدَ لَنَا مَوْعِدَ مَجِيئِهِ. وَلِذَلِكَ فَلَيْسَتِ المَسْأَلَةُ فِي تَتَبُّعِ العَلاماتِ الَّتِي تَسْبِقُ مَجِيئَهُ، بَلْ فِي التَّعَرُّفِ عَلَى عَلاماتِ الأَزْمِنَةِ الحاضِرَةِ بِالفِعْلِ، وَرُؤْيَتِها بِعَيْنِ الإِيمانِ. فَالحاضِرُ هُوَ زَمانُ الخَلاصِ "قَدْ تَمَّ هَذَا الكِتابُ فِي مَسْمَعِكُمُ اليَوْمَ"،(لوقا 4: 21)؛ "هُوَ الآنَ وَقْتٌ مَقْبُولٌ، هُوَ يَوْمُ خَلاصٍ"(2 قورِنْتُس 6: 2). وَعَيْنُ الإِيمانِ تُمَكِّنُ المُؤْمِنَ مِنْ قِراءَةِ الزَّمَنِ الحاضِرِ كَمَكانٍ لِزِيارَةِ اللهِ، لا كَغُموضٍ مُقْلِقٍ. وَيُعَلِّقُ القِدِّيسُ أَمْبْرُوسْيُوس عَلَى هَذِهِ الحَقِيقَةِ قَائِلًا: "لَيْسَ مِنْ صَالِحِنَا أَنْ نَعْرِفَ الأَزْمِنَةَ، بَلْ مِنْ صَالِحِنَا أَنْ نَجْهَلَهَا؛ فَجَهْلُنَا بِهَا يَجْعَلُنَا نَخَافُ وَنَسْهَرُ وَنُصْلِحُ حَالَنَا".



وَيَقُومُ السَّهَرُ، قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، عَلَى حَالَةِ الْيَقَظَةِ وَالْحَذَرِ، وَعَلَى التَّأهُّبِ وَالاسْتِعْدَادِ لِاسْتِقْبَالِ الرَّبِّ. وَيَظْهَرُ نُوحٌ فِي سِفْرِ التَّكْوِين مِثَالًا جَلِيًّا لِـ السَّهَرِ وَالتَّيَقُّظِ، إِذْ عَاشَ طُولَ أَيَّامِهِ مُتَوَقِّعًا دَيْنُونَةَ اللهِ، بَيْنَمَا كَانَ مُعَاصِرُوهُ سَاهِينَ، لَاهِينَ، مُنْهَمِكِينَ فِي شُؤُونِهِمُ الدُّنْيَوِيَّةِ، كَمَا جَاءَ فِي قَوْلِ المَسِيحِ: "فَكَما كانَ النَّاسُ… يَأكُلونَ ويَشرَبونَ… إِلى يَومَ دَخَلَ نُوحٌ السَّفينَة… حتَّى جاءَ الطُّوفانُ فَجَرَفَهُم أَجمَعين" (مَتَّى 24: 37-39). وَهَكَذَا، فَالسَّهَرُ هُوَ مُتَطَلَّبٌ أَسَاسِيٌّ لِلإِيمَانِ بِيَوْمِ الرَّبِّ، خَاصَّةً أَنَّ مَجِيءَ المَسِيحِ سَيَكُونُ فُجَائِيًّا، عَلَى غِرَارِ: مَجِيءِ العَرِيسِ (لُوقا 12: 37)، وَمَثَلِ السَّارِقِ فِي اللَّيْلِ (لُوقا 12: 39)، وَعَوْدَةِ السَّيِّدِ فِي اللَّيْلِ دُونَ إِخْطَارٍ (مَرْقُس 13: 35-36).



وَعَلَى خُطَى السَّيِّدِ، يَحُثُّ يُوحَنَّا الرَّسُولُ جَمَاعَةَ سَرْدِيس عَلَى السَّهَرِ وَالْيَقَظَةِ، قائِلًا: "تَنَبَّهْ وثَبِّتِ البَقِيَّةَ الَّتي أَشرَفَتْ على المَوْت… فَإِنْ لَمْ تَتَنَبَّهْ أَتَيْتُكَ كَالسَّارِق"(رُؤْيَا 3: 1–3). وعلى النقيض من ذلك، يَعِدُ الرَّبُّ قَائِلًا:
"طُوبَى لِلْخَدَمِ الَّذِينَ إِذَا جَاءَ سَيِّدُهُمْ وَجَدَهُمْ سَاهِرِينَ" (لُوقا 12: 37)، إِذْ يُشَارِكُونَهُ مَوْكِبَ انْتِصَارِهِ (رُؤْيَا 16: 15).



وَبِحَسَبِ إِنْجِيلِ مَتَّى، فَالحَيَاةُ المَسِيحِيَّةُ هِيَ مَسِيرَةٌ نَحْوَ لِقَاءِ العَرِيسِ، يَسُوعَ المَسِيح، الَّذِي يُحِبُّ البَشَرِيَّةَ حُبًّا هَائِمًا. إِنَّهَا مَسِيرَةُ العَرُوسِ نَحْوَ عَرِيسِهَا، مَسِيرَةُ مَحَبَّةٍ، وَوَعْدٍ، وَلِقَاءٍ. إِنَّنَا مَدْعُوُّونَ لِنَخْرُجَ لِلِقَاءِ المَسِيحِ فِي المَجْدِ (فيلِبِّي 3: 14). وَلَكِنَّ: المَوْعِدَ غَيْرَ مَعْلُومٍ، وَغَيْرَ مُتَوَقَّعٍ، وَغَيْرَ مُحَدَّدٍ، وَلَا إِخْطَارَ مُسْبَقًا (مَرْقُس 13: 35)، كَمَا فِي مَجِيءِ لِصٍّ فِي اللَّيْلِ (مَتَّى 24: 43). وَهُنَا يَدْخُلُ عُنْصُرُ المُفَاجَأَةِ الَّذِي يَسْتَدْعِي الاسْتِعْدَادَ لِلقاءِ المَسِيح العَرِيس، شَأْن العَذَارَى الحَكِيمَاتِ المُسْتَعِدَّاتِ لِدُخُولِ الفَرَحِ الأَبَدِيِّ.



يَجِدُ مَفْهُومُ السَّهَرِ صَدَاهُ الوَاضِحَ أَيْضًا فِي تَعْلِيمِ بُولُسَ الرَّسُولِ، الَّذِي يُؤَكِّدُ هُوِيَّةَ المُؤْمِنِ كَـ ابْنٍ لِلنُّورِ وَرَافِضٍ لِظُلْمَةِ الخَطِيئَةِ، فَيَقُولُ: "لَسْنَا نَحْنُ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا مِنَ الظُّلُمَاتِ. فَلَا نَنَامَنَّ كَمَا يَفْعَلُ سَائِرُ النَّاسِ، بَلْ عَلَيْنَا أَنْ نَسْهَرَ وَنَحْنُ صَاحُونَ" (1 تِسَالُونِيكِي 5: 5–6). وَيَدْعُو بُولُسُ المُؤْمِنِينَ إِلَى السَّهَرِ اسْتِعْدَادًا لِمَجِيءِ الرَّبِّ، لِكَيْ لَا يَتَخَلَّوْا عَنْ تَقْوَاهُمْ الأُولَى وَلَا يَنْغَمِسُوا فِي رُقَادِ الخَمُولِ الرُّوحِي، فَيَقُولُ:"هَذَا، وَإِنَّكُمْ لَعَالِمُونَ بِأَيِّ وَقْتٍ نَحْنُ: قَدْ حَانَتْ سَاعَةُ تَنَبُّهِكُمْ مِنَ النَّوْمِ، فَإِنَّ الخَلَاصَ أَقْرَبُ إِلَيْنَا الآنَ مِمَّا كَانَ يَوْمَ آمَنَّا. قَدْ تَنَاهَى اللَّيْلُ وَاقْتَرَبَ النَّهَارُ. فَلْنَخْلَعْ أَعْمَالَ الظَّلَامِ وَلْنَلْبَسْ سِلَاحَ النُّورِ… بَلِ الْبَسُوا الرَّبَّ يَسُوعَ المَسِيحَ وَلَا تُشْغَلُوا بِالجَسَدِ لِقَضَاءِ شَهَوَاتِهِ" (رُومَة 13: 11–14). إِنَّ السَّهَرَ، بِحَسَبِ رُؤْيَةِ بُولُسَ، ضَرُورِيٌّ لِمُوَاجَهَةِ أَخْطَارِ الحَيَاةِ الحَاضِرَةِ وَتَقَلُّبَاتِهَا؛ لِذَلِكَ يَحُثُّ المُؤْمِنِينَ قَائِلًا: "تَنَبَّهُوا وَاثْبُتُوا فِي الإِيمَانِ، كُونُوا رِجَالًا، كُونُوا أَشِدَّاءَ" (1 قُورِنْتُس 16: 13). وَبِمَا أَنَّ المُؤْمِنَ قَدِ اهْتَدَى إِلَى اللهِ، فَإِنَّهُ يُدْعَى فِي لُغَةِ الرَّسُولِ "ابْنًا لِلنُّورِ". وَمِنْ ثَمَّ، فَعَلَيْهِ أَنْ يَبْقَى فِي يَقَظَةٍ دَائِمَةٍ، يُقاوِمُ ظُلْمَةَ الشَّرِّ، لِئَلَّا يُفاجِئَهُ مَجِيءُ المَسِيحِ الثَّانِي وَهُوَ فِي غَفْلَتِهِ. فَاليَقَظَةُ تُعَلِّمُنَا أَلَّا نُؤَجِّلَ التَّوْبَةَ، وَأَلَّا نَنْتَظِرَ حُدُوثَ أَمْرٍ اسْتِثْنائِيٍّ لِنَلْتَفِتَ إِلَى الرَّبِّ، بَلْ نَفْتَحُ قُلُوبَنَا فِي بَساطَةِ حَياتِنَا العادِيَّةِ اليَوْمِيَّةِ لِلِّقاءِ اللهِ وَإِدْراكِ مَجِيئِهِ اليَوْمِيِّ إِلَيْنَا.
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أَمَّا الرَّبُّ يَسُوعُ المَسِيحُ فَهُوَ لَنَا لأَنَّهُ الحَيَاةُ
دُعَاءٌ فِي نُورِ القِيَامَةِ أيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ المَسِيحُ
المَسِيحُ: القِيَامَةُ وَالحَيَاةُ يَسُوعُ المَسِيحُ هُوَ شَخْصِيًّا
الْبَسُوا الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ
"الْبَسُوا الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ، وَلاَ تَصْنَعُوا تَدْبِيرًا لِلْجَسَدِ لأَجْلِ الشَّهَوَاتِ"


الساعة الآن 12:41 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025