![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
|
تمرد صادم على النعمة التي وهبها الله لنا في زمن تمحو فيه القيم وتضيع فيه الحدود، تظهر شخصية تُدعى "مياو دالاين"، وهي صانعة محتوى أمريكية، اشتهرت بما تسميه شخصية “الفتاة الكلب”، في واحد من أكثر مشاهد العصر انحدارًا وصدمة. فبدل أن تفتخر بإنسانيتها التي كرّمها الله، اختارت أن تنزل بنفسها إلى مستوى يجرح الفطرة ويهـين الخِلقة. هذه الفتاة لا تكتفي بلبس الأذنين الاصطناعيتين والطوق حول عنقها، بل تتعمّق في التشبّه بالحيوانات حتى حدّ الاشمئزاز. فقد صرّحت في مقابلاتها أنها تذهب إلى الحمّام في الخارج مثل الكلاب، وتنام داخل قفص مخصص للحيوانات، ولها أشخاص يسمّون أنفسهم “المعتنين بها”، وهم يتعاملون معها كما لو كانت مخلوقًا غير بشري. وتُكافأ — يا للمهزلة! — ببسكويت الكلاب عندما “تحسن السلوك”. وعلى صفحتها تكتب في تعريفها: “(مثل القطة… لكنني كلب)”. وكأنها تفتخر بطمس هويتها الإنسانية! وقد وصلت غرابتها حدّ الظهور في برامج إذاعية دولية في أستراليا، لتشرح “أسلوب حياتها الكلبي” أمام الناس بلا خجل ولا حياء. أما على المنصة، يتجاوز عدد متابعيها 15 ألفًا، يشاهدون يوميًّا ما تنشره من عادات: اللعب بجلب الأشياء، قضم عظام الكلاب، النوم في قفص، وتمثيل دور “الحيوان الأليف” طوال اليوم. وكأنها تُصرّ على استبدال كل مظهر إنساني بآخر حيواني. وكل هذا – للأسف – يقدَّم على أنه “فن” أو “ترفيه” أو “اختيار شخصي”… لكنه في الحقيقة تشويه فجّ لكرامة الإنسان، وتمرد صادم على النعمة التي وهبها الله لنا: “لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ”. إن رؤية إنسان يتخلّى طواعية عن آدميته ليقلّد حيوانًا ليست غريبة فحسب… بل موجـعة، محزنة، ومثيرة للغضب. فهذه الأفعال لا تُحقّق حرية ولا فنًا، بل تهـين النفس البشرية، وتشوّه صورة الإنسان، وتُغذّي موجة من الانحدار الأخلاقي الذي يصفق له البعض بلا وعي. إنها قصة تثير الدهشة… لكنّها تحمل تحذيرًا واضحًا: حين يبدأ الإنسان بالتخلي عن كرامته، تسقط المعايير، ويصبح كل شيء مقبولًا—حتى ما لا يقبله عقل ولا فطرة. |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|