الانبا انطونيوس
فكر انطونيوس فى ترك مكانه لازدحام الكثيرين حوله وحتى لا يملأه روح الكبرياء بسبب المعجزات التى يصنعها فذهب الى النهر ليركب مركب ليذهب الى طيبة العليا لكنه اتاه صوت يقول له ( اين أنت ذاهب ) فقال أريد الذهاب الى طيبة العليا لكثرة الجموع حولى .
فأجابه الصوت وحتى لو ذهبت الى طيبة لن تجد الهدوء والى بوكوليا ( فى الوجه البحرى ) فارتحل الى الصحراء الداخلية فسأله انطونيوس ومن يرينى الطريق قال له بعض الإعراب مزمعين الذهاب الى هذا الطريق فارتحل معهم ثلاث ايام وثلاث ليال ووصل الى جبل عالى جدا وكان عند سطح الجبل البحرى ينبوع ماء صافى عذب جدا وكان هناك فى سهل وقليل من النخل فانفرد فيه انطونيوس كما أشار له الله بالصوت الذى كلمه على النهر وكان ياكل من ان العرب كان فى أسفارهم فى هذا الطريق يأتوا له ببعض الخبز وكان يأكل ببعض ثمار النخيل البلح ولما علموا الاخوه مكانه حرصوا على إمداده بالطعام .
وبعد ذلك قال انطونيوس بطلب بعض الحنطة والفأس للزراعة فى مكانه وقام بفلاحة قطعة صالحة للزراعة وزرعها لكى يوفر خبزه بهذه الكيفية وتوافد عليه الكثير من الناس فلم راى هذا اثر ان يزرع لهم بعض الخضروات والبقول حتى يجد كل من اتاه قليلا من الغذاء .
وحدث ان وحوش البرية كانت تأتى بسبب الماء لتشرب وكثيرا ما أتلفت زراعته وبستانه فحدث انه امسك بواحد منهم برقة وعطف وقال ( لماذا تسيئين الى وانا لم أسئ الى اى احد منك , انصرفي وباسم الرب لا تقربي هذا المكان ) ومن ذلك الوقت فصاعدا لم تقترب من هذا المكان