
25 - 07 - 2025, 10:47 AM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
وكانَت مَرتا مَشغولَةً بِأُمورٍ كَثيرَةٍ مِنَ الخِدمَة، فأَقبلَت وقالت:
((يا ربّ، أَما تُبالي أَنَّ أُختي تَرَكَتني أَخدُمُ وَحْدي؟ فمُرها أَن تُساعِدَني))
"فَمُرْهَا أَنْ تُسَاعِدَنِي": تُشِيرُ إِلَى أَنَّ مَرْثَا تَرَى أَنَّهُ لَا يَحْسُنُ بِـمَرْيَمَ أَنْ تَرْجِعَ إِلَى ٱلْعَمَلِ إِلَّا بِإِذْنِ يَسُوعَ وَأَمْرِهِ. فَصَارَ ٱلْخَادِمُ يُمْلِي عَلَى ٱلرَّبِّ مَا يَنْبَغِي أَنْ يَفْعَلَهُ، فِي تَقْدِيرٍ خَفِيٍّ أَنَّ ٱلْخِدْمَةَ أَهَمُّ مِنَ ٱلْكَلِمَةِ. إِنَّ مَرْثَا تَتَّخِذُ مَكَانَ الْمُعَلِّمِ، فَهِيَ لَا تَكْتَفِي بِعَدَمِ الإِصْغَاءِ، بَلْ تُبَادِرُ إِلَى تَعْلِيمِ الرَّبِّ نَفْسِهِ، فَتُخْبِرُهُ مَاذَا يَقُولُ، وَكَيْفَ يَتَكَلَّمُ: "فَمُرْهَا أَنْ تُسَاعِدَنِي"! وَيُعلق ٱلْقِدِّيسُ يُوحَنَّا ٱلذَّهَبِيُّ ٱلْفَمِ: "مَا عَابَ يَسُوعُ عَلَى مَرْثَا خِدْمَتَهَا، بَلِ ٱضْطِرَابَ قَلْبِهَا." فَـمَرْثَا لَيْسَتْ شَخْصًا غَرِيبًا عَنَّا، بَلْ هِيَ تَسْكُنُ فِينَا جَمِيعًا: تَسْكُنُ فِي ٱلْكَاهِنِ ٱلْمُنْشَغِلِ بِٱلْبَرَامِجِ أَكْثَرَ مِنَ ٱلصَّلَاةِ، فِي ٱلْخَادِمَةِ أَوِ ٱلْمَسْؤُولِ ٱلْمَهُوْسِ بِٱلتَّرْتِيبِ عَلَى حِسَابِ ٱلرُّوحِ، فِي ٱلْمُكَرَّسِ ٱلَّذِي يَغْرَقُ فِي ٱلْوَاجِبَاتِ وَيَنْسَى ٱلْوُقُوفَ عِنْدَ قَدَمَيِ ٱلرَّبِّ. فَكَمْ مِنْ مَرْثَا تَسْكُنُ كَنَائِسَنَا؟ تَخْدِمُ وَتَكِدُّ، وَلٰكِنْ بِقَلَقٍ وَتَذَمُّرٍ، لَا بِسَلَامِ مَرْيَمَ وَصَمْتِهَا.
|