v يا لإيمان النبي القدِّيس! إنه لا يخاف الخصوم الذين يراهم، إذ يعرف أن الملائكة مع ذاك الذي يؤمن بالله. لا يخشى الخطط الأرضية، لأنه يعرف أن القوات السماوية حاضرة معه. يقول: يوجد كثيرون في جانبنا أكثر من الذين في جانبهم. يا له من أمرٍ ملحوظ! يوجد مدافعون كثيرون من السماء نؤهل لهم بالقداسة، أكثر من المهاجمين على الأرض الذين يأتون بسبب الشر. تطلّعوا إلى استحقاق التطويب!
كان النبي يتحدث عن جموع كثيرة بينما كان خادمه غير واثقٍ في الخلاص. كم تتأهل العيون الروحية للتمييز عن العيون الجسدية! واحد يرى حشدًا من المحاربين، والآخر يتمتع بمنظرٍ يشير إلى الحماية.
يا للرحمة الإلهية! توهب الكائنات البشرية عونًا غير منظورٍ. أولئك الذين هم في خطرٍ ينالون معونة وهم لا يعرفونها. هذا هو حنو المُخَلِّص؛ إنه يتدخل لأجل الخلاص ولا يدع نفسه منظورًا، حتى يُلمَسَ من خلال معونته، ولا يُميِّز خلال الرؤية.
لذلك يُخطِئ من يظن أنه يشن حربًا ناجحة وينتصر بقوته. إنما يلزم أن يعرف أن الخصوم يُهزَمون بالأكثر خلال الاستحقاق أكثر من القوة، ويُقهَرون بالأكثر بالقداسة لا بالقوة. وذلك كما غلب أليشع أعداءه لا بالجيوش، بل بالصلاة.