![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
v بما أن ذاك الصبي استحق النبوة، فقد أشار إليه الوحي، وعلَّمه خفية ألا يتركه. قيلت هذه الأمور للتلميذ من قبل الوحي بألا يترك صحبة مُعَلِّمه: اهتم أيها الصبي، وانهب ثروة غير محدودة، ما دام الكنز العظيم المملوء خيرات قريبًا منك. سيرتفع الكنز، خُذ منه قدر المستطاع، وكن ثريًا، وكن معلمًا أنت أيضًا. ما دامت الشمس معك على الأرض، خذ منها نورًا وبهاءً، وزيِّن ذاتك ببهائها. ما دمتَ قريبًا من الينبوع الذي يتدفق حياة، اشرب منه، لأنه سيرتفع عنك إلى العلو. ما دامت معك النار الحية ومملوءة جمالاً تمسك بها، وبها أضرم نفسك، لأنها ستختفي. ما دامت لجة الروح تتبعك، وتجري معك، افتح لها نفسك وامتلئ من قوتها. ما دام معك البحر المملوء بكل الإيحاءات، تاجر به، لتصير غنيًا بعدما يرتفع. لا تفارقه إلا بعد أن تراه يرتفع، وبعد أن يعطيك شيئًا عظيمًا، فتغتني من موهبته. أسرع فستدرك، واطلب فستجد، واسأل فستأخذ، الباب مفتوح لك: إنه يوم غناك إن كنت تتجاسر. أشار الروح إلى الصبي خفية، فعرف هذه الأمور، ولهذا لم يرد أن يتركه... قال له: حي هو الرب، وحيَّة هي نفسك، يا سيدي، لن أتركك وأتخلف عنك، يا أيها الرفيق الصالح... عندما أقسم جعل نفسه مع الله، لأنه كان يعرف بأنها كانت مع الله روحيًا. حي هو الرب، ومعه نفسك، أعني نفسك اقتنت هذه الحياة الموجودة لله. به تحيا نفسك، وهي مختلطة وغارقة وممزوجة به، وبما أنه حي، فهي حية معه في إرادة واحدة... لم يشأ أن يتخلف، لأنه كان يتوق أيضًا أن يقتني الغنى الروحي من رفقة المُعَلِّم البهي. القديس مار يعقوب السروجي |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|