أحد السامرية هو أحد النصف ” منتصف الصوم “، وفي السامرية القصة المعروفة ، حيث هذه المرأة السامرية التي ذهبت لكي ما تستقي ماء ، واسمها غير مذكور في الكتاب المقدس ، لكن الله أراد أن يستر عليها باعتبار أنه في أثناء الحوار مع السيد المسيح ظهر بعض الضعف عندها ، ولذلك لم يذكر اسمها ، ولكنها قصة تصلح لنا جميعاً ، فعندما يذكر الكتاب المقدس حـدث بالاسم فيعتبر هذا الحدث خاصاً ، ولكن عندما يذكر الحدث بدون اسم فيكون الحدث للجميع ولا بد أن تطبقه على كل واحد فينا .
إن كـل قـراءات الصـوم هـي مـن أجـل التـوبـة ، ومـن أجـل نـقـاوة الإنسان ، وفـي أحـد السامرية السيد المسيح يذهب لكي ما يتقابل مع هذه المرأة ، وعليك أن تنتبـه فـي أن يقصد أن القصة محددة لكن لها معناها الواسع جدا لأسباب كثيرة :
(١) السيد المسيح تعب وكان لا بد أن يجتاز السامرة ، والمسافة من اليهودية إلى السامرة كانت حوالي ٤٠ ميلا (حوالي ٦٤ كيلو متراً ) قطعها سائراً على الأقدام ، وكان يقصد يتوقف في السامرة لكي ما يقابل هذه المرأة .
(۲) ظهـر أنـه عطشان ، وكلمـة عطشان يقصد بها الماء دائماً ، لكن المسيح أيضاً على الصليب قال : ” أنا عطشان “، والعطش هنا للنفوس التائبة ، فلا يروي عطش المسيح سوى النفوس التائبة
(٣) إن السيد المسيح عندما قابـل المرأة السامرية قصد أن يقابلها في الساعة الثانية عشر ظهراً ، أي الساعة السادسة من النهار وهي ساعة الصلب .
(٤) إن التلاميذ تركوا المسيح وذهبوا لكي ما يبتاعوا طعاماً ، تماماً مثلما فعلوا عندما تركوا المسيح وقت الصليب ، وكأن قصة مقابلة المسيح مع السامرية هـي الصليب ومقابلة الله المخلص مع الإنسان الخاطئ . قصة هذه الأحداث تمهد للصليب ، وهذه المرأة تُمثل الإنسان الذي يبدو أنه عارف