![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() وَصَلَّى إِلَيْهِ، فَاسْتَجَابَ لَهُ وَسَمِعَ تَضَرُّعَهُ، وَرَدَّهُ إِلَى أُورُشَلِيمَ، إِلَى مَمْلَكَتِهِ. فَعَلِمَ مَنَسَّى أَنَّ الرَّبَّ هُوَ الله. [13] لا نعلم المدة التي قضاها في السبي، ولا كيف عاد من السبي. اقتبس آدم كلارك إضافة غالبًا من النسخة الكلدانية حيث واضح أنها تكملة للإضافة السابقة في (ع 12). [إذ كان يصلي هكذا (وهو في البغل النحاسي) خرج كل الملائكة الرؤساء إلى أبواب الصلاة التي في السماء، وأغلقوا كل أبواب الصلاة وكل النوافذ والمنافذ التي للسماء، لئلا تُسمَع صلاته. للحال تحرَّكت مراحم خالق العالم، الذي يبسط يمينه لاستقبال الخطاة الذين يتحوَّلون إلى مخافته، والذين تنسحق رغبات قلوبهم بالتوبة. عندئذ صنع نافذة في السماء تحت عرش مجده وسمع صلاته، وقبل طلبته بحنوٍ. وعندما هَزَّت كلمة الرب الأرض، انفجر البغل وهرب (الملك). عندئذ خرج الروح من بين أجنحة الكاروبيم الذين أوحي لهم خلال مرسوم كلمة الرب، عاد إلى مملكته في أورشليم. عندئذ عرف مَنَسَّى أن الرب الإله هو الذي صنع هذه العجائب والآيات، وعاد إلى الرب بكل قلبه. ترك مَنَسَّى كل أصنامه، ولم يعد يعبدها بعد.] هذه الإضافة وإن أبرزت حنو الله غير أنها لا تتفق مع نظرة الكتاب المقدس نحو القوات السماوية التي تشتهي خلاص البشرية، وتُسَبِّح الرب المُخَلِّص من أجل محبته للبشر. سمح الله بمذلة مَنَسَّى في صورة مُرَّة، لئلا يذهب إلى بابل بدون مَذَلَّة، فيعبد آلهة البابليين. راجع مَنَسَّى نفسه، وأدرك أن الآلهة التي تعبَّد لها عاجزة عن مساعدته، وأنه لا طريق للخلاص إلا بالرجوع إلى الله الحيّ بالتوبة والتواضع. أما ثمار توبته فهي: 1. عَلِمَ مَنَسَّى أن الرب هو الله [13]. ما لم يستطع أن يَتَعَلَّمَه من والده التقي وهو في القصر الملكي مُدَلَّلاً، أدركه وهو مُقَيَّد بسلاسل من نحاس وممسوك بخزامة، يعيش في بابل في مَذَلَّة. 2. اهتم ببناء أسوار لمدينته [14]، كما بَنَى أسوار عالية لأعماقه لحفظها من العدو غير المنظور. 3. أزال الآلهة الغريبة وطرحها خارج المدينة [15]، وقال لها: "اخرجي" (إش 33: 22). 4. عاد إلى عبادة الله الحيّ "ورَمَّم مذبح الرب" [16]، الذي أُهمِلَ لمدة طويلة أو قام كهنة الأوثان بتكسيره. وذبح عليه ذبائح سلامة وشكر. صار يشكر الله على خلاصه. كما سبق أن أَضَلَّ شعبه، ودفعهم لعبادة الأوثان، بعد توبته "أمر يهوذا أن يعبدوا الرب إله إسرائيل" [16]. استطاع أن يُبْعِدَهم عن الآلهة الكاذبة، لكنهم استمرُّوا يعبدون الرب على المرتفعات [17]. يقول عنه يوسيفوس أنه في كل بقية حياته تغيَّر إلى الأفضل، ونُظِرَ إليه كرجلٍ مبارك. vأبناؤنا الأحباء، لقد سمعنا كيف عاقبه الرب الإله إلى حين ذاك الذي أدمن الوثنية، وذبح أشخاصًا أبرياء كثيرين، ومع هذا قبله عندما تاب، وغفر له معاصيه، ورَدَّه إلى مملكته. فإنه ليس فقط يغفر للتائبين، بل ويردّهم إلى كرامتهم السابقة. الدسقولية v كانمَنَسَّى شريرًا إلى أبعد حد (2 مل 21: 2-7). لقد نشر إشعياء ومَزَّقه، وتَدَنَّس بكل العبادات الوثنية، ولطخ أورشليم بدم الأبرياء. لكنه عندما أُسِرَ، استخدم خبرته في محنته مستعينًا بالتوبة كعلاج، إذ يقول الكتاب عنه إنه تواضع جدًا أمام الرب، وصَلَّى إليه، فاستجاب له، ورَدَّه إلى مملكته (2 أي 33: 12). فإن كانت التوبة قد أنقذت مَنْ نَشَرَ النبي ومَزَّقه، أفما تُخَلِّصك أنت يا من لم ترتكب مثل هذا الشر العظيم؟! القديس كيرلس الأورشليمي إنه ينظر ما في داخل قلبك، ويُسرِع حتى لا يؤخرك أحد، بل ويحتضنك. "مقابلته لك" هي سبق معرفته، و"احتضانه لك" هو إعلان رحمته، وتعبير عن حُبِّه الأبوي. يقع على عنقك لكي يُقِيمَك أنت الساقط تحت ثقل الخطايا، ولكي يُرجعك إلى السماء إذ اتجهت إلى الأرض، فتطلب خالقك. يقع المسيح على عنقك، لكي يُخَلِّصَ عنقك من نير العبوديَّة، فيحملك نيره الهَيِّن (مت 11: 30)... يقع على عنقك بقوله: "تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم، احملوا نيري عليكم" (مت 11: 28). هكذا يحتضنك الرب عندما تتوب. القديس أمبروسيوس لقد نذرت هذا اليوم أن يكون عيدًا لك. لكنني أنا معتم قبل أن يَحِلَّ الليل. بالتأكيد أُقَدِّم صلاتي، لكنني أحسب أنني قادر على حفظ شعاع مصباحك في هذا الشعاع الخالي من العيوب، والبهي. لكن قدمي قد زلَّت، وإذ سقطتُ أرضًا جاء عدوي المُظْلِم، وسلبني لهيب السماء! أَعِنْ ظلمتي، حتى أصير يا رب نورًا! القديس غريغوريوس النزينزي أيها الصاحب (الصديق) الصالح، معك أسير إلى الذي أرسلك؛ لأن الشرير بالتصاقه بالعالم صحبه كثيرون. بك أَتَقَدَّم للحديث معك، يا مُعَلِّم الحياة، لأن بدونك لا يستطيع إنسان أن ينظر أبيك. القديس مار يعقوب السروجي |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|