أيام الرب تُقَدِّم لنا رؤية الجالس على العرش وأيام الشر تفسد البصيرة
تَمَتَّع إشعياء النبي (الإنجيلي الخامس) برؤياه للرب شمس البرِّ جالسًا على العرش في سنة وفاة عزِّيا الملك (إش 6: 1)، هذا الذي تصلَّف في كبريائه، وحاول اغتصاب العمل الكهنوتي عنوةً، فأُصيب بالبرص في جبهته (2 أي 26: 19). حُسِبَت أيامه شرّ، لذا بعد موته تمتع إشعياء برؤياه المُفرِحة الخاصة بالعرش الإلهي وحوله السيرافيم يرفرفون بالتسبيح في فرحٍ (إش 6: 3). هكذا إذ يموت فينا الإنسان الشرير، ويملك فينا الإنسان الجديد الذي يتمتع بالشفاء بشمس البرِّ (ملا 4: 2)، تنفتح بصيرة المؤمن، ليتمتَّع برؤية الجالس على العرش، ويشترك مع الطغمات السماوية في التسبيح.
لتكن أيامنا أيام الرب، فتنطلق أعماقنا كما إلى السماء.
v لم يقدر إشعياء أن يرى رؤيا في أيام الملك آحاز الظالم (عزيا) والشرير[4]. لم يقدر إشعياء أن يرى: "السيد جالسًا على كرسي عال ومرتفع" (إش 6: 1-3)، إلا عندما مات هذا الملك الشرير الذي كانت أيامه شريرة، عندئذ صار النبي قادرًا على رؤية الرب...
في الحقيقة اسمعوا إلى النبي يقول: "ولكم أيها المتَّقون اسمي تُشرِق شمس البرّ" (ملا 4: 2)، إذن بدون شك سيجعل الله لهؤلاء "أيام البرّ" التي هي "أيام يشوع".
بالإضافة إلى ذلك قال عن الأشرار، إن شمسَ البرِّ تشفيهم. بدون شك تشفي من كان العدل ميتًا فيهم.