أما الميت ففقد فرصة التوبة: "لأنه من يُستثنى؛ لكل الأحياء يوجد رجاء، فإن الكلب الحيّ خير من الأسد الميت" [4]. إذا بلغ الإنسان النجاسة حتى دُعي "كلبًا"، حيث كانت الكلاب في العهد القديم من الحيوانات الدنسة المكروهة لديهم جدًا، حتى دعوا الأمم الوثنية هكذا، فهو أفضل من أسدٍ ميت.
قد ينظر الإنسان إلى نفسه ككلب بسبب كثرة ضعفاته وسقطاته، لكنه بروح الاتضاع يقتني الحياة الجديدة ويصير أفضل ممن يعتد ببره الذاتي حاسبًا نفسه كأسد، لأنه بالكبرياء صار ميتًا!
* كثير من الأبرار سقطوا من برّهم، وحلّ خطاة كثيرون مكانهم، لذلك لا يليق بالبار أن يتشامخ، لأنه لا يزال في الجسد، كما لا يليق بالخاطي أن ييأس لأن الله قريب منه إن كان يطلبه، وهو مستعد أن يقبله إن غيّر طريقة حياته والتفت إلى (الرب).
مار إسحق السرياني
الإنسان قليل المواهب أن ظن في نفسه أن لا دور له في الحياة ولا سلطان له أو قوة أشبه بكلب مُحتقر (في نظر اليهود)، فإنه إذ يتحد بالمسيح الحيّ القائم من الأموات يصير أفضل ممن له مواهب كثيرة وإمكانيات، ومجد زمني ومهابة كالأسد، لكنه باعتزاله مخلصه يفقد حياته ويُحسب ميتًا! حياتنا في المسيح، وقيامتنا به أفضل من كل إمكانية أو عظمة!