![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() إرسالية هادفة مُركزة: بلغت أيام يوحنا ذروتها حين تمّم دعوته بالإعلان: «هُوَذَا حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ!». بيد أنه في اليوم التالي، ارتقى إلى ذروة أعلى، عندما أشار مُجدَّدًا إلى ”حَمَل اللهِ“. فتركه اثنان من تلاميذه ليتبعا الرب يسوع (يو١: ٢٩، ٣٥-٣٧). وهنا برزت مناسبة جديدة، تستدعي روح المنافسة أو الغيرة: لقد تركه اثنان من تلاميذه ليتبعا الرب يسوع. ولكن يوحنا لم يأبه، ولم يعترض، بل تمَّم إرساليته في حمل الشَّهادة للنُّورِ «لِكَيْ يُؤْمِنَ الْكُلُّ بِوَاسِطَتِهِ» (يو١: ٧). وهكذا قال: «مَنْ لَهُ الْعَرُوسُ فَهُوَ الْعَرِيسُ، وَأَمَّا صَدِيقُ الْعَرِيسِ الَّذِي يَقِفُ وَيَسْمَعُهُ فَيَفْرَحُ فَرَحًا مِنْ أَجْلِ صَوْتِ الْعَرِيسِ. إِذًا فَرَحِي هذَا قَدْ كَمَلَ» (يو٣: ٢٩). كان انتباه يوحنا، وطاقاته، مُركزة بلا تردد على إرساليته لِلشَّهَادَةِ لِلنُّورِ، فارتفع فوق كل حيرة وارتباك. كان فرحه - باعتباره ”أَعْظَم الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ“ (لو٧: ٢٨) - هو أن يشهد لمجد ورفعة ربه؛ العريس، ويلفت انتباه كل أحد إليه. لم يكن لديه وقت لأجندة شخصية تخدم مصالحه الذاتية. ويا له من درس لنا! ويبدو أن يوحنا لم يكن يعرف أن قريبه، يسوع، حتى جاء إليه ليعتمد. كان يوحنا قد بقى إلى تلك اللحظة أمينًا لدعوته، واستمر يُبشر ويُعمِد، بصبر وانتظار. ولم يُدرك حقيقة هوية يسوع، إلا عند معموديته، ورؤية الروح القدس نازلاً ومُستقرًا عليه، وهذه كانت العلامة المُعطاة له. واسمعه يقول لسائليه: «أَنَا أُعَمِّدُ بِمَاءٍ، وَلكِنْ فِي وَسْطِكُمْ قَائِمٌ الَّذِي لَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ. هُوَ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي، الَّذِي صَارَ قُدَّامِي، الَّذِي لَسْتُ بِمُسْتَحِقّ أَنْ أَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ ... وَفِي الْغَدِ نَظَرَ يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ، فَقَالَ: هُوَذَا حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ! هذَا هُوَ الَّذِي قُلْتُ عَنْهُ: يَأْتِي بَعْدِي، رَجُلٌ صَارَ قُدَّامِي، لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي. وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ. لكِنْ لِيُظْهَرَ لإِسْرَائِيلَ لِذلِكَ جِئْتُ أُعَمِّدُ بِالْمَاءِ. وَشَهِدَ يُوحَنَّا قَائلاً: «إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ الرُّوحَ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ مِنَ السَّمَاءِ فَاسْتَقَرَّ عَلَيْهِ. وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ، لكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي لأُعَمِّدَ بِالْمَاءِ، ذَاكَ قَالَ لِي: الَّذِي تَرَى الرُّوحَ نَازِلاً وَمُسْتَقِرًّا عَلَيْهِ، فَهذَا هُوَ الَّذِي يُعَمِّدُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَأَنَا قَدْ رَأَيْتُ وَشَهِدْتُ أَنَّ هذَا هُوَ ابْنُ اللهِ» (يو١: ٢٦-٣٤). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|