رسالة يشوع للشعب هي أمر ووعد على حد سواء. وتتميم الوعد يعتمد على طاعتهم للأمر. بعض وعود الله غير مشروطة وكل ما كان على شعب الله القيام به هو تصديقها، في حين أن الوعود الأخرى تتطلب تتميم شروط معينة، وبتتميمها نحن لا نكسب بركة الله، بل نحن نتأكد أن قلوبنا مستعدة للبركة من الله.
إن تجربة إسرائيل في جبل سيناء كانت هي النموذج، إذ قال الرب لموسى: «اذْهَبْ إِلَى الشَّعْبِ وَقَدِّسْهُمُ الْيَوْمَ وَغَدًا، وَلْيَغْسِلُوا ثِيَابَهُمْ، وَيَكُونُوا مُسْتَعِدِّينَ لِلْيَوْمِ الثَّالِثِ. لأَنَّهُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَنْزِلُ الرَّبُّ أَمَامَ عُيُونِ جَمِيعِ الشَّعْبِ عَلَى جَبَلِ سِينَاءَ» (خر19: 10-15).
والمقصود بأنهم تقدسوا، أن الجميع استحمَّ وغيَّر ملابسه، وأن المتزوجين كرسوا أنفسهم للرب كالوضع المشار إليه في 1كورنثوس7: 5. وفي الكتاب المقدس هذه الممارسات من غسل الجسد وتغيير الثياب تشير إلى ما ينبغي أن يكون عليه كياننا الأدبي، كقول داود: «اغْسِلْنِي كَثِيرًا مِنْ إِثْمِي، وَمِنْ خَطِيَّتِي طَهِّرْنِي». وأيضًا: «اغْسِلْنِي فَأَبْيَضَّ أَكْثَرَ مِنَ الثَّلْجِ» (مز51: 2، 7). والله يحب أن يُطهرنا قبل أن نتمكن من تبعيته. وعندما عمل يعقوب بداية جديدة مع الرب وعاد إلي بيت إيل، اغتسل هو وعائلته وغيروا ثيابهم (تك35: 1-3).