![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() "اَلْبُغْضَةُ تُهَيِّجُ خُصُومَاتٍ، وَالْمَحَبَّةُ تَسْتُرُ كُلَّ الذُّنُوبِ" [ع 12] إن كان سليمان الحكيم قد ربط بين الحكمة والبرّ، فإن ثالثهما هو الحب، بدونه يفقد الإنسان روح الحكمة والبرّ الإلهي. وأيضًا يربط بين الجهل والشر وثالثهما البغضة، فإن الغباوة والشر مصدرهما انغلاق القلب ورفضه للحب، وفي نفس الوقت يغذيان البغضة وينميانها. فالبُغضة علتهما ومصدرهما، وهي تنمو وتترعرع بهما. بروح البغضة يتذكر الإنسان الأحداث الماضية التي تثير نفسه وتحثه على الخصومات، فلا يقدر أن ينسى ولو بعد عشرات السنوات، ولا يستطيع أن يغفر أخطاء إخوته. أما روح الحب فيكون أشبه بستائر جميلة تستر على عيوب الآخرين وأخطائهم، وبالتالي لا يغلي في داخله من جهتهم. إن كانت المحبة "تحتمل كل شيء"، فتحفظ سلام النفس ووحدة الجماعة، فإن البغضة تثير النفس مما يثير اضطرابات في الداخل، وخلافات ومنازعات في الخارج. تطلب البغضة أن تجد فرصة لتثير العداوة، فإنها تجد مسرتها في الانشقاقات والخصومات، أما المحبة فتهب توافقًا ومصالحات، وتنزع من كل نفس المُثيرات الشريرة، فيجد الشخص لذته في بنيان إخوته ساكبًا مياهًا على كل لهيب كي يُطفئه. اقتبس كل من يعقوب الرسول وبطرس الرسول هذه العبارة. "من أين الحروب والخصومات بينكم؟ أليست من هنا من لذاتكم المحاربة في أعضائكم" (يع 4: 1). "لأن المحبة تستر كثرة من الخطايا" (1بط 4: 8). * من فيه محبة لا يعتبر أحدًا غريبًا، بل يعتبر الكل من ذويه وأهله، ولا يعرف الغيظ، ولا يتغطرس، ولا يلتهب حنقًا، ولا يظلم، ولا يسلب عرض الغير، ولا يحسب له عدوًا قط إلا إبليس وحده. مار إفرام السرياني القديس يوحنا كاسيان |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|