![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() "ذِكْرُ الصِّدِّيقِ لِلْبَرَكَةِ، وَاسْمُ الأَشْرَارِ يَنْخَرُ" [ع 7] الصدِّيق والشرير كلاهما يموتان، لكن مصيرهما مختلف، حتى تذكارهما مختلف، فالصدِّيق تبقى ذكراه بركة لكثيرين، والأشرار يصير اسمهم كثوبٍ مُصاب بالعثة. فإننا لا نجد بعد قرابة عشرين قرنًا من يدعو من المسيحيين ابنه يهوذا بل نجد كثيرين يدعونه "بولس". لقد وقف بولس وحده أمام أسد خطير يزأر ليفترسه، هو نيرون الظالم. لكته رأى الرب واقفًا أمامه، لا يقدر الموت أن يحطم أبديته وذكراه: "ولكن الرب وقف معي وقوَّاني لكي تتم بي الكرازة ويسمع جميع الأمم، فأُنقذتُ من فم الأسد، وسينقذني الرب من كل عمل رديء ويخلصني لملكوته السماوي" (2 تي 4: 17-18). بعد موت إليشع النبي إذ طرح غزاة موآب رجلًا في قبره، ومس الجثمان عظام إليشع عاش وقام على رجليه (2 مل 13: 21). هكذا حملت ذكراه قوة ظهرت من عظامه! وقال السيد المسيح عن المرأة التي كسرت قارورة طيب وسكبته على رأسه: "الحق أقول لكم حيثما يكرز بهذا الإنجيل في كل العالم يُخبر أيضًا بما فعلته هذه تذكارًا لها" (مر 14: 9). وقالت القديسة مريم: "فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني" (لو 1: 48). تبقى ذكرى الأبرار تحمل رائحة المسيح الذكية، وتقدم بركات عبر الأجيال، فلا نعجب إن رأينا القديس غريغوريوس النزينزييرثي أخاه القديس قيصريوس ولا ينكر المشاعر البشرية، لكن يطلب أن تكون باعتدال. يقول: [إنه حتى في دموعي وإعجابي يلزمني أن احترم القانون الذي يُنظم هذه الأمور، فإن هذا ليس غريبًا عن فلسفتنا. يقول: "ذكر الصدِّيق تصحبه البركات". وأيضًا لتنهمر الدموع من عيوننا وتبدأ بالرثاء، كمن أُصبتم بضرر عظيم (بموته)، فتنزع عنا عدم الإحساس والمبالغة.] * "ذكر الصدِّيق يُمتدح". لم يقل هذا ليعني أن النفوس المنتقلة يعينها مديحنا. إنما قال هذا لأن الذين يمدحون الراحلين ينالون النفع الأعظم من ذكراهم، لذلك إذ ننال نفعًا كثيرًا من ذكرهم المقدس، ليتنا لا نزدري بكلمات الإنسان الحكيم، بل بالحري نعطي اهتمامًا بها. القديس يوحنا الذهبي الفم |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|