ترقق العظام عند الأطفال والمراهقين

[مريم فكرى]

ترقق العظام عند الأطفال والمراهقين

ترقق العظام هو عبارة عن مرض يسبب انخفاضاً في كثافة العظام، مما يؤدي إلى خطر انكسارها.
معظم حالات مرض ترقق العظام تظهر عادة على النساء اللاتي بلغن سن اليأس، إلا أنه من المحتمل أيضا أن يصاب به الأطفال والمراهقين مسبباً بذلك ترقق عظام اليافعين. وغالباً ما يصاب به الأطفال ما بين عمر الثامنة والرابعة عشر، و قد يصاب به أحيانا الأطفال الأصغر سنا؛ و ذلك نتيجة لحدوث بعض الطفرات أثناء نموهم.

ومن الصعب معاينة ترقق عظام اليافعين عند الأطفال. فعملية المسح الضوئي للكشف عن كثافة العظام هي العملية الأكثر دقة للكشف عن مدى انخفاض كثافة العظام في وقت مبكر. إلا أن عملية المسح هذه لا يمكن إجرائها على الأطفال كما تطبق على الكبار من أجل الحصول على تشخيص واضح. لذلك يعمد الأطباء عادة في تشخيص حالات ترقق عظام اليافعين على الدلالات التي تثبت هشاشة الهيكل العظمي. وقد تظهر هذه الحالة حينما يحدث كسر في العظم، دون التعرض لأي صدمات أو كالوقوع على الأرض والتعرض لأذى بسيط.

أنواع ترقق عظام اليافعين:
هناك نوعان من أنواع ترقق عظام اليافعين: ثانوي و مجهول السبب.
ترقق العظام الثانوي يشير إلى ترقق العظام الذي يتطور نتيجة لحالة طبية أخرى. وهذا النوع هو الأكثر شيوعا من أمراض ترقق عظام اليافعين. و هنا سنذكر بعض الأمراض التي تؤدي بدورها إلى هشاشة العظام">هشاشة العظام عند الأطفال:
• التهاب المفاصل">التهاب المفاصل اليفعي.
• مرض السكري.
• التليف الكيسي.
• سرطان الدم.
• تكون العظام الناقص (مرض هشاشة العظام">هشاشة العظام).
• بيلة هوموسيستينية (اضطراب الأيض الوراثي) (الأيض هو عملية حرق الجسم الطاقة).
• فرط الدرقية.
• فرط نشاط قشر الكظر (متلازمة كوشينج)
• متلازمة سوء الامتصاص.
• فقدان الشهية العصبي.
• أمراض الكلى.

وقد تكون أحد هذه الأمراض ـ أحيانا ـ سببا مباشرا لحدوث ترقق عظام اليافعين. فمثلا في حالة التهاب المفاصل">التهاب المفاصل الروماتويدي، قد تكون كتلة عظام الأطفال المصابين بها أقل من المتوقع وخاصة قرب المفاصل الملتهبة. كذلك وقد تتسبب أدوية معينة بحدوث ترقق عظام يفعي كجرعات علاج مرض السرطان أو مضادات الاختلاج لأمراض الصرع أو السموم المنشطة لالتهابات المفاصل. فإن كان طفلك يخضع لإحدى هذه العلاجات عليك أن تذكريها لطبيبك ليقوم بمراقبة كثافة العظام بعناية.

ترقق العظام لأسباب مجهولة، وهي تعني عدم وجود أي مرض مسبب لترقق العظام، وهو أقل شيوعا من الثانوي. ففي عام 1997، تم الإبلاغ عن 150 حالة من هذا النوع في الأدب الطبي. حيث تبين أن الأولاد كانوا أكثر عرضة من الإناث له. وقد تتطور هذه الحالة غالبا قبل سن البلوغ، وبعدها تبدأ كثافة العظام بالازدياد أثناء فترة المراهقة. و مع أن معظم كثافة العظام قد تعود خلال فترة البلوغ، إلا أن الأشخاص الذين أصيبوا بترقق العظام في صغرهم سيواجهون انخفاضا كبيرا في كتلتها عندما يكبرون.
ومهما كان السبب، علينا أن نعرف بأن ترقق العظام هي حالة خطيرة جدا؛ لأن 90% من كتلة العظام تتكون في فترة ما بين 18 وحتى 20 سنة، وفقدانها خلال السنوات التي تبنى فيها يسبب للطفل مخاطر جدية ومضاعفات على المدى البعيد كالكسور مثلا.

أعراض ترقق عظام اليافعين
علامات وأعراض ترقق عظام اليافعين تتضمن التالي:
• ألم في أسفل الظهر، وفي الوركين و الركبتين و الكاحلين و القدمين.
• صعوبة في المشي.
• كسور في الساقين و الكاحلين و القدمين.

علاج ترقق عظام اليافعين:
تعتمد طريقة علاج طفلك على المسبب الرئيس لترقق العظام لديه. فإن كان ناتجا عن مرض معين، فأفضل طريقة لعلاجه هو معالجة المرض المسبب نفسه. أما إن كان الدواء المعالج لهذا المرض هو المسبب لترقق العظام؛ فمن الأفضل تغيير نوع الدواء. وفي حال عدم الاستفادة عليك التقليل من تضرر العظام عن طريق إعطاء الطفل جرعات أقل من الدواء المستخدم في علاج المرض الذي يعاني منه.

و حتى يومنا هذا، لم يتمكن العلماء من إيجاد علاج أو إجراء عمليات خاصة بحالات ترقق العظام المجهولة السبب. لذلك من الضروري أن توفري الحماية لعظام طفلك حتى لا تتعرض للكسر. فقد يحتاج طفلك لعكازات أو دعائم أخرى. وعليه أن يتجنب بعض أنواع التمارين الرياضية كالتي تحتاج إلى التواصل مع الآخرين حتى لا يتعرضوا لخطر حدوث كسور في مكان ما.

أما بالنسبة للأدوية المعالجة لحالات ترقق العظام عند البالغين، فلا يمكن استخدامها من قبل الأطفال. إلا أن أحد الدراسات اليوم تتحقق من إمكانية استخدام"فوساماكس" كدواء معالج لترقق عظام اليافعين عند الأطفال.
فالأطفال بشكل عام و حتى المصابين منهم بترقق عظام اليافعين يحتاجون لنمط حياة خاص يساعد في بناء عظام صحية. و هذا يتضمن نظام غذائي غني بالكالسيوم وفيتامين د والبروتينات، بالإضافة إلى نشاطات بدنية آمنة قدر المستطاع و يفضل أيضا تجنب تناول المنبهات.
و يرى العديد من الخبراء بأنه يجب مراقبة كثافة العظام عند الأطفال المصابين بترقق عظام اليافعين مرة كل سنة تقريبا و حتى بلوغهم سن البلوغ.