![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() “يا كريم” والفيضان!! والآن، فلنترك البشر (الكرماء المساكين) ونرفع أعيننا إلى ساكن السماء (الكريم الأعظم) لنسأله: أيها الإله “الكريم” هل ستنجح في امتحان “الكرم”؟! وهل ستثبت لنا “كرمك” بالأفعال، أم أنك ستكتفي فقط بالشعارات والأقوال؟! وقبل أن تنزِل من السماء أعيننا، وقبل أن يجف الدعاء من أفواهنا، سنكتشف أن الإله العظيم المحب، قد أغرق الإنسان بفيضان من “الكرم” غير المحدود، يتناسب بشدة مع عظمته ومحبته غير المحدودة. فإذا تلقفنا بداية خيط النسيج البشري، وتأملنا في أول أحداثه الكبرى في الخليقة، فسنكتشف أن الله “الكريم” تعمد أن يخلق الإنسان بعد أن جهز له، في خمسة أيام سابقة، كل ما يحتاجه قبل حتى أن يوجد. فلم يخلق الله للإنسان نوعًا واحدًا من النباتات ليأكله، ولكنه كثَّر من الأنواع والألوان والأطعمة المختلفة (تكوين1: 11)!! ولم يخلق الله “الكريم” للإنسان مصدرًا واحدًا للإنارة، ولكن خلق النورين الأعظمين؛ الشمس والقمر (تكوين1: 16)، بالإضافة لنجومه وآياته في الفلك! ولم يكتفِ الله “الكريم” بكل هذا، ولكنه وضع الإنسان شخصيًا تحت نظره، لكي يتلامس لحظيًا مع احتياجاته، ويستمتع يوميًا بالشركة والسير معه (تكوين2: 8)، وكانت واحدة من أروع “إكراميات” الله للإنسان في الجنة، هو عندما “أكرمه” بزوجة من صنع الله شخصياً تؤنس وحدته الإنسانية، وتعينه على تحقيق أعماله الوجودية، فيا له من “كريم”!! بل إننا إذا مررنا إلى أصعب عقدة في النسيج البشري؛ وهي الخطية، فسيفاجئنا الله بدُرَّة هذا الفيضان من “الكرم” الإلهي الفائق؛ وهو مشروع الصليب، والذي فيه لم يبخل الله “الكريم” بأعز ما يملك؛ وهو ابنه الحبيب يسوع فـ«لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين» (رومية8: 32)، قدَّمه من أجل خلاص نفوسنا الملوثة بالخطية. أما إذا ألقينا نظرة على نهاية خيط النسيج البشري في الأبدية، فلا يوجد وصف لكرم الله فيها، إلا ما كتبه بولس الرسول «ما لم ترَ عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على بال إنسان ما أعده الله للذين يحبونه» (1كورنثوس2: 9)، وبالتالي أجزل الله إعلان “كرمه” للبشرية من أول أحداثها (الخليقة) إلى أهم أحداثها (الصليب) إلى أخر أحداثها (الأبدية)، وكلها تعلن بقوة كيف يمكن أن يكون الله بالحقيقة هو “الكريم”!! |
|