مناشدة الرسول بولس لتلميذه تيموثاوس:
«اكْرِزْ بِالْكَلِمَةِ. اعْكُفْ عَلَى ذَلِكَ فِي وَقْتٍ مُنَاسِبٍ وَغَيْرِ مُنَاسِبٍ» (٢تيموثاوس٤: ٢)
فعلى المؤمن أن يتكلَّم ويكرز “بكلمة الله”؛ عليه أن يتكلَّم بما تكلَّم الله به. إن مسؤوليته بإزاء الكلمة لا أن يُصغي إليها فقط، ولا أن يؤمن بها ويخضع لها فقط، ولا أن يشترك في احتمال المشقات في سبيلها وأن يثبت فيها، ولا أن يحفظها من كل زيف فحسب، ولكن مسؤوليته أيضًا أن يكرز بها للآخرين. عليه أن يرفع صوته دون خجل أو خوف أو وجل، عليه أن يرفع صوته في شجاعة ليجعل هذا الخلاص مُعلَّنًا للجميع.
ونلاحظ الفعل الذي يستخدمه الرسول بولس في تحريضه: «اعْكُفْ» والذي يعني حرفيًا في اليونانية: “قف مستعدًا”، “كن جاهزًا” أو “تحت الطلب”. إن الكلمة تحمل معاني اليقظة، والتشوق والتطلع، ولكن أيضًا الإحساس بالإصرار والمثابرة والضرورة المُلحة التي تتطلب السرعة. وكأن الرسول يقول لابنه تيموثاوس: “لا تفقد إحساسك بالضرورة العاجلة أبدًا. ودع الناس يلمسون ويُبصرون غيرتك وحماستك”.