فكلَّمَهُم بالأَمثالِ على أُمورٍ كثيرةٍ قال:
هُوَذا الزَّارع قد خرَجَ لِيَزرَع.
"لِيَزرَع" فتشير إلى الفلاح الذي ينثر في أرضه الحَبَّ، وهو يمشي في الحقل، وذلك من كيس كبير يحمله على كتفه. وهكذا ينتشر ملكوت الله على الطَّريق ببذر الكَلِمة. وهذا المبدأ الأساسي في العمل التبشيري كلِّه. فعمل المُبشّر لا يقوم عن طريق المنطق أو الفصاحة لحمل النَّاس على التفكير بطريقة ما فحسب، إنَّما أيضا يقوم بزرع بذار كَلِمة الله الحَيَّة في تُربة القلوب البَشريَّة، كما جاء في تعليم بطرس الرسول "إِنَّكم ولِدتُم وِلادةً ثانِيَة، لا مِن زَرْعٍ فاسِد، بل مِن زَرْعٍ غَيرِ فاسِد، مِن كَلِمة اللهِ الحَيَّةِ الباقِيَة" (1 بطرس 1: 23).