كان جدعون والشعور بالخوف والارتعاد يشبه شعور إشعياء عندما كان في حضرة الرب، ورأى السيد جالسًا على كرسي عالٍ ومرتفع، والسرافيم حوله ينشدون عن قداسته، فصرخ قائلاً:
«وَيْلٌ لِي! إِنِّي هَلَكْتُ، لأَنِّي إِنْسَانٌ نَجِسُ الشَّفَتَيْنِ»
(إشعياء6: 5).
ويشبه شعور بطرس عندما كان مع الرب في السفينة وألقى شبكته في البحر، فتخرَّقت الشبكة من كثرة السمك، فصرخ قائلاً:
«اخْرُجْ مِنْ سَفِينَتِي يَارَبُّ، لأَنِّي رَجُلٌ خَاطِئٌ!».
(لوقا5: 8).
وفي كل الأحوال كان الضمان والسلام في النعمة المؤسَّسة على الفداء بالذبيحة. النار أكلت الذبيحة، وهذا يعنى أن الرب قد رضي تمامًا على جدعون، وبناء على ذلك يستطيع أن ينعم بالسلام. وأمام كل هذا، لم يكن أقل من أن يبني مذبحًا ويأخذ مكانه كالعابد الساجد. كل هذا كان لا بد أن يتدرَّب فيه جدعون قبل أن يتحرك للخدمة، والرب يستخدمه لخلاص شعبه من المديانيين. وهو درس لكل شاب يريد أن يخدم.