![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() ليس هكذا يا أبي! وَقَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ: لَيْسَ هَكَذَا يَا أَبِي، لأَنَّ هَذَا هُوَ الْبِكْرُ. ضَعْ يَمِينَكَ عَلَى رَأْسِهِ ( تكوين 48: 18 ) عندما كان يعقوب يُبارك ابني يوسف «رأى يوسف أن أباهُ وضعَ يدَهُ اليُمنى على رأس أفرايم، ساءَ ذلك في عينيهِ، فأمسكَ بيد أبيهِ لينقُلها عن رأس أفرايم إلى رأس منسى. وقال يوسف لأبيهِ: ليسَ هكذا يا أبي، لأن هذا هو البكر. ضع يمينك على رأسِهِ» ( تك 48: 17 ، 18). لقد اعتبر يوسف أن ما فعله أبوه كان خطأ، وقال: «ليس هكذا يا أبي!». وما أكثر المرات التي لا نفهم فيها قصد الله من كل ما يجعلنا نواجهه، وفي تسرُّع وعدم فهم نقول، مثلما قال يوسف: «ليس هكذا يا أبي!»، أو “ليس هكذا يا رب!” أو مع بطرس نقول: «كلا يا رب!» ( أع 10: 14 )، وكأننا نمتلك نظرة ثاقبة أفضل من نظرة الرب، أو أننا نعرف ما هو لصالحنا أكثر مما يعرف الله. ولكن من المؤكد أن الآب لا يُخطئ أبدًا. أحيانًا تبدو معاملاته غير مفهومة، وأحيانًا أخرى مُحيرة، ولكنها على أية حال، حكيمة وصحيحة. قال الرسول بولس: «إني قد تعلَّمت أن أكون مكتفيًا بما أنا فيهِ» ( في 4: 11 )؛ قالها في السجن! أ يمكن لسجين أن يكون مكتفيًا؟! أ لم يتساءل عند دخوله السجن: لماذا سمح الله بهذا؟ ما هي حكمة الله من ورائه؟ ولكن بعد مرور وقت ليس بطويل، عرف وتأكد بولس، وأعلن هذا: «أن أموري قد آلت أكثر إلى تقدُّم الإنجيل» ( في 1: 12 )، حتى إن بعض الإخوة كان لديهم خوف وترَدُّد للمُنادة بالإنجيل، ولكن بعد دخول بولس إلي السجن تشجعوا ليكرزوا بالكلمة بدون خوف أو تردُّد. كما أن البعض أرادوا أن يُضايقوا بولس، وأن يضيفوا إلى وثقهِ ضيقًا، فكرزوا بالكلمة، ولكن ليس عن إخلاص، بل عن حسد وخصام، غير عالمين أن بولس لا يهتم بذاته ولا حتى يفكر فيها. فالذي كان يُسِرّ بولس هو أن يتمجَّد المسيح على أي حال. وفي فيلبي 4: 22 تحدَّث الرسول بولس عن «القديسين ... الذين من بيت قيصر!». كيف أتى هؤلاء للمسيح؟ الإجابة: إن وُثق بولس صارت ظاهرة في المسيح في كل دار الولاية ( في 1: 13 )، فتعرَّف أشخاص من بيت الإمبراطور الروماني على المسيح، وأصبح هناك أتباع أوفياء للمسيح من داخل بيت قيصر. «يا لعُمق غنى الله وحكمتهِ وعِلمهِ! ما أبعد أحكامه عن الفحص وطُرقَهُ عن الاستقصاء!» ( رو 11: 33 ). علينا أن نقف باحترام تُجاه كل ما يصنعه الله، ونتقبَّل ما يصنعه معنا بروح التقدير والاحترام، والشعور بالفرح أيضًا. |
|