يُقدم لنا دانيال النبي منشورًا ملكيًا يكشف فيه الملك الوثني عن حديثٍ إلهي معه خلال الحلم، لقد تحدث الله معه مرتين، في حلم (دا 2) يُظهر فيه تشامخ بابل وانكسارها، وخلال نيران الأتون (دا 3) حيث أعلن الله له أنه يتحدى عنفه وظلمه. الآن يحدثه في حلمٍ ثانٍ ليكسر تشامخه. وكما جاء في سفر أيوب: "ليكن الله يتكلم مرة وباثنين لا يُلاحظ الإنسان؛ في حلم في رؤيا الليل عند سقوط سبات على الناس في النعاس على المضطجع، حينئذ يكشف آذان الناس ويختم على تأديبهم" (أي 33: 14-16).
في هذا المرسوم الملكي يعترف الملك الشيخ بكبريائه ولا يخجل من الشهادة لله الذي كسر تشامخه، فأدبه بانحطاطه إلى مستوى الحيوانات البرية. يعترف أنه قد سقط تحت تأديب إلهي، وإن بدى قاسيًا، خاصة بالنسبة لأعظم ملك في ذلك الحين، لكنه مستحق لهذا التأديب، وأن ما حل به هو ثمرة طبيعية لفساده. أنه يشرب من الكأس التي ملأها بيديه ويأكل من ثمرة الشجرة التي غرسها بنفسه.
لقد قدم لنا دانيال النبي المنشور بلغته الأصلية.