![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() أَيُكْثِرُ التَّضَرُّعَاتِ إِلَيْكَ، أَمْ يَتَكَلَّمُ مَعَكَ بِاللِّينِ؟ [3] حين يسقط الإنسان في السبي ينسحق ويتذلل، لكن ليس كذلك عدو الخير، الذي لا يستسلم ولا يتذلل بتوسلات كثيرة، فإنه لا يخضع سريعًا. وكأنه أشبه بحيوانٍ مفترسٍ، حتى بعد اصطياده لا يهدأ مترجيًا أن يفترس من اصطاده. عدو الخير شرس لا يعرف لغة الحنو. * إن كانت هذه الكلمات موجهة إلى شخص الابن، فإن (الشيطان) ينطق بكلمات لينه موجهة للمتجسد، إذ يقول: "أنا أعرفك، من أنت؟ قدوس الله" (لو 4: 34). لوياثان هذا يكثر التضرعات إليه حين قيل له بواسطة لجيئون: "إن كنت تخرجنا فأذن لنا أن نذهب إلى قطيع الخنازير" (مت 8: 31). البابا غريغوريوس (الكبير) * الشيطان دائمًا مجتهد حتى عندما يحل به الخطر أن يفقد غنيمته.* لماذا يعود ليهاجم؟ ماذا نتعلم من هذا؟ فإننا وإن سقطنا ألف مرة، فإن الشيطان لن يتوقف، بل يستمر في الحرب دون أي تردد. * لاحظوا أنه يطوف في كل لحظة في العالم. يعلمنا زكريا أن الملائكة تجول على الأرض (زك 10:1-11). أما هذا البائس فلا يكتفي بالطواف، فإن العناية الإلهية أيضًا تمارس هذا العمل، إنما يطوف لكي يُدان بالأكثر (لشروره)، ولكي نكون نحن في أكثر حذرٍ. لهذا السبب دُعي "رئيس ظلمة هذا الدهر" (أف 12:6)؛ أي رئيس الشر. تكلم أيها الشيطان، ماذا فعلت؟ يقول: لقد قمت بجولة في الأرض، لقد درت فيها، وها أنا هنا. ماذا جلبت؟ لم يجلب شيئًا نافعًا أو صالحًا، لهذا لم يجب لماذا قام بالجولة. القديس يوحنا الذهبي الفم إن كان عدو الخير لا يعرف الخنوع، لن يهدأ عن المقاومة، حتى وإن غُلب مرة ومرات، لكن السيد المسيح أخرج شياطين من كثيرين, وفي مذلة كانت الشياطين تارة تعترف به أنه قدوس الله لعله لا يعذبهم، وتارة أن يسمح لهم بالدخول في الخنازير، كما كانوا يقول: لماذا أتيت لتعذبنا؟ هكذا من يحمل السيد المسيح في داخله، ترتبك أمامه الشياطين، وكأنها تتضرع إليه أن يكف عن محاربته لهم بصلواته وشركته العميقة مع المخلص.إذ نقطع عهدًا عمليًا متجددًا مع الله ينهار عدو الخير حيث يتحرر المؤمنون من العهد الذي سبقوا فقطعوه معه. والعجيب عوض أن كانوا عبيدًا لإبليس، يصير هو عبدًا لهم، حتى إن بث سمومه وحيلة وخداعه ضدهم، إذا بهذا كله يتحول لبنيانهم وتزكيتهم وتمجيدهم. * خلال الآلام صعد الرب إلى العُلَى وسَبَى سبيًا، وأعطى الناس عطايا (مز 68: 18؛ أف 4: 8)، ووهب الذين يؤمنون به سلطانًا أن يدوسوا على الحيَّات والعقارب وكل قوَّة العدو، أي سلطان على قائد الارتداد . القدِّيس إيريناؤس * هنا الحماية الواقية تسير جنبًا إلى جنب مع السماح بالضرب، ويتحقق التدبير الإلهي خلال الحماية، وخلال التخلي عن العبد المختار، فبينما يتخلى عنه يحرسه... هكذا سُلم القديس في يد الخصم (أي 2: 6)، أما نفسه فمحفوظة في يد (الله) معينه، فإنه من ضمن القطيع الذي قال عنه الحق في الإنجيل: "لا يخطفها أحد من يدي" (يو 28:10).علاوة على هذا، فإنهم لا يرون لوسيفر يقوم، هذا الذي قال عنه إشعياء: "لوسيفر الذي أشرق في الصباح"، ثم يكمل: "قُطع إلى الأرض" (إش 12:14)، مشيرًا إلى أنه لا يعود يستعيد كرامته السابقة. بسقوطه من السماء على الأرض أراد دمار الإنسان، لكن الله يُعطي من لا يُخدع سلطانًا أن يدوس على الخائن بقدميه، ويحطمه إلى أجزاء. الأب هيسيخيوس الأورشليمي |
|