لأن كل نفس مضطرة من أجل المسيح الذي مات من أجلنا أن تطيل أناتِها وتصبر وتحفظ التوكل عليه. فإذ قد عرفنا هذه الأشياء يا أحبائي فلا نرقد في خلاصنا الذي نناله بالصبر علي التجارب المطيفة بنا وإله الرجاء يثبتنا في التمسك بالوصايا وبه يليق المجد إلي أبد الدهور.
إن الإله الذي جبلنا إذ عرف ضعف ذهننا وسوء صناعة مضادنا منحنا الكتب الإلهية ككنوز اشفية وخزائن أسلحة تلك التي توجد فيها أسلحة مختلفة أنواعها لأن داود يقول: لقد جعلت ساعدي قوسا نحاس وأيضاً أرسل نبله فشتتهم وأكثر برقه فأقلقهم، وفي فصل آخر يقول: يتناول غيرته سلاحاً شاكاً ويصطنع البرية سلاحاً للإنتقام من الأعداء يتسربل درع العدل ويضع عليه خوذة الإنصاف الذي لا يرائي يتخذ البر قوساً لا يحارب يرهف السخط صارماً سيفاً والعالم يحارب معه إلي الجهال يتسارع بإصابة رشق شهائب بروقه
ويطفر إلي الإشارة كأنْها من قوس السحب المستديرة حسناً ويلقي عليهم البرد من مدر صخرة صعبة يغتاظ عليهم ماء البحر والأنْهار تطبق عليهم سريعاً، يقاومهم ريح الاقتدار وينشفهم كالزوبعة. واليشع النبي يقول: لا تخف فإن الذين هم معنا أكثر من الذين معهم.