عندك حصان؟.. روح ميدان الجيزة و«مرّنه»
أسعد يتجول بحصانه فى ميدان الجيزة وسط ذهول المارة وغضبهم
ضوضاء «زحمة» المرور لا تكفى، المنافذ مكتظة بالميكروباصات.. وأصوات «التباعين» تكاد تصم مسامع المارة.. المواطنون العابرون الطريق يتفادون بعضهم تجنباً للاصطدام بالسيارات فى نهر الطريق، لم يجد «أسعد» -الشاب الصغير- مكاناً لتدريب الحصان على السير فى الزحام أفضل من «ميدان الجيزة»، يمر به وسط الازدحام وأصوات السيارات لتطبيعه على أجواء المدينة؛ لأن عمره صغير ومولود فى «مكان هادى»، حسب أسعد.
ممسكاً بـ«اللجام» يجرى «ابن منطقة بولاق» بين الناس والسيارات بشكل عشوائى، والحصان خلفه يجول يميناً ويساراً، يساعده طفل صغير يحمل «كرباجاً» يضرب به أرجل الحصان كلما تراخى فى الجرى، «جنبك يا باشا وشك يا أستاذ.. خلّى بالك»، عبارات تنبيه يطلقها صاحب الحصان وهو يهرع به بين الناس دون وعى، «بروفة» تدريب الحصان بقلب الميدان كانت أمام قوة من الأمناء وضباط مرور الجيزة، دقائق معدودة استغرقتها جولة «الحصان» أمام أعين رجال المرور.. وهم ينظرون فى ذهول من المشهد.
قائدو السيارات حذرون.. وعابرو الشارع منتبهون لعدم الاصطدام به.. انفعال عام.. ترجمه أحد المارة مضجراً من الذعر الذى سببه الحصان بين الناس «إيه قلة الأدب والهبل ده؟».. موجهاً نظره إلى ضباط المرور «ودول واقفين يعملوا إيه بيطبطبوا على الناس ولا أهو منظر وخلاص؟»، فى كلمات قليلة يبرر «أسعد» ما فعله بالحصان فى قلب الميدان «صغير وجديد بأطلع بيه كل شوية عشان يتعود صوت الزحمة ويطبّع على المشى بين العربيات».
الوطن