![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() المدح لنثنائيل وأخيرًا نقرأ عن التلميذ الرابع في هذا المشهد، وهو نثنائيل، فنقرأ «فِيلُبُّسُ وَجَدَ نَثَنَائِيلَ وَقَالَ لَهُ: وَجَدْنَا الَّذِي كَتَبَ عَنْهُ مُوسَى فِي النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءُ يَسُوعَ ابْنَ يُوسُفَ الَّذِي مِنَ النَّاصِرَةِ» فَقَالَ لَهُ نَثَنَائِيلُ: «أَمِنَ النَّاصِرَةِ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ شَيْءٌ صَالِحٌ؟» (يوحنا١: ٤٥، ٤٦). فنثنائيل كانت في ذهنه فكرة سلبية راسخة بأن الجليل لا يُخرج أي صلاح؛ لأن سكانه اختلطوا بالأمم المجاورين لهم، وكان يظهر هذا في لغتهم، كما قيل لبطرس مرة: «حَقًّا أَنْتَ مِنْهُمْ، لأَنَّكَ جَلِيلِيٌّ أَيْضًا وَلُغَتُكَ تُشْبِهُ لُغَتَهُمْ!» (مرقس١٤: ٧٠). ولهذا لم يلتفت نثنائيل إلى كلام فيلبس عن المسيح رغم قوته ورزانته: «وَجَدْنَا الَّذِي كَتَبَ عَنْهُ مُوسَى فِي النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءُ يَسُوعَ ابْنَ يُوسُفَ الَّذِي مِنَ النَّاصِرَةِ» (يوحنا ١: ٤٥). وحسنًا فعل فيلبس أنه لم يدخل في جدال طائفي عقيم مع نثنائيل، لكننا نقرأ «قَالَ لَهُ فِيلُبُّسُ: تَعَالَ وَانْظُرْ» (يوحنا١: ٤٦)، وهو تصرف واعٍ منه، لأنه أراد أن يكسب الشخص وليس أن يكسب الحوار. أما رد فعل المسيح فكان هكذا «وَرَأَى يَسُوعُ نَثَنَائِيلَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ، فَقَالَ عَنْهُ: هُوَذَا إِسْرَائِيلِيٌّ حَقًّا لاَ غِشَّ فِيهِ». فالمسيح رد على ذم نثنائيل بمدح من نفس النوع؛ بأنه يهودي بلا غش ولم يختلط بالأمم، وهي كلمة يستطعمها اليهودي جيدًا، فصُعق نثنائيل من قوله المباغت، وخاصًة عندما عرف أنه رآه تحت التينة وهو يتحاور مع فيلبس، فقال نثننائيل للمسيح: «يَا مُعَلِّمُ، أَنْتَ ابْنُ اللهِ! أَنْتَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ!» (يوحنا١: ٤٩). |
|