![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() تقابل المسيح مع تلميذ من فئة العشارين المكروهين جدًا لدى الشعب اليهودي، لأنهم كانوا يتعاملون مع الحكومة الرومانية المحتلة، في جني الضرائب الباهظة من الشعب، والتي غالبًا ما تكون فوق طاقتهم، وفي نفس الوقت فإن هؤلاء العشارين كانوا يتلاعبون في أرقام الضرائب لصالحهم، وهذا ما اعترف به أحدهم وهو زكا (لوقا١٩: ٨). وكان الكتبة والفريسيين يصنفون العشارين مع فئة الخطاة والزناة، ويعتبروهم من أرزل أصناف المجتمع (أنظر متى٩: ١١؛ ومرقس٢: ١٥؛ ولوقا١٥: ١). ومع ذلك، نقرأ ما حدث في إنجيل لوقا هكذا «وَبَعْدَ هذَا خَرَجَ (يسوع) فَنَظَرَ عَشَّارًا اسْمُهُ لاَوِي جَالِسًا عِنْدَ مَكَانِ الْجِبَايَةِ، فَقَالَ لَهُ: اتْبَعْنِي فَتَرَكَ كُلَّ شَيْءٍ وَقَامَ وَتَبِعَهُ. وَصَنَعَ لَهُ لاَوِي ضِيَافَةً كَبِيرَةً فِي بَيْتِهِ. وَالَّذِينَ كَانُوا مُتَّكِئِينَ مَعَهُمْ كَانُوا جَمْعًا كَثِيرًا مِنْ عَشَّارِينَ وَآخَرِينَ» (لوقا٥: ٢٧-٢٩). ورغم أن اختيار المسيح لمتى العشار تلميذًا له، يمكن أن يعرضه لانتقادات عديدة من اليهود، خاصةً أن المسيح التقاه وهو جالس في مكان «الجباية»، والناس مصطفة أمامه رغمًا وقسرًا. إلا أن المسيح - المملوء نعمة - اختار متى العشار تلميذًا له، دون النظر لماضيه، بل ودخل منزله، وتلامس مع أصدقائه ومجتمعه، وتحمل تبعيات كل هذا عليه. وقدّر متى هذه النعمة، فلما سرد قصته في إنجيله، سردها هكذا «وَفِيمَا يَسُوعُ مُجْتَازٌ مِنْ هُنَاكَ، رَأَى إِنْسَانًا جَالِسًا عِنْدَ مَكَانِ الْجِبَايَةِ، اسْمُهُ مَتَّى. فَقَالَ لَهُ: اتْبَعْنِي. فَقَامَ وَتَبِعَهُ. وَبَيْنَمَا هُوَ مُتَّكِئٌ فِي الْبَيْتِ، إِذَا عَشَّارُونَ وَخُطَاةٌ كَثِيرُونَ قَدْ جَاءُوا وَاتَّكَأُوا مَعَ يَسُوعَ وَتَلاَمِيذِهِ» (متى٩: ٩، ١٠)؛ فقد أضاف متى أنه إنسانًا، ولم يذكر أي شيء عن الضيافة الكبيرة التي صنعها، ومن هنا نستنتج أن المسيح لا يشترط السُمعة، ولكن تقدير النعمة. |
![]() |
|