![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() القديس غريغوريوس اللاهوتي مناهج العلاج شفاء الناس هو علم في حد ذاته، وتوجد مناهج عديدة متنوعة يمكن استعمالها. يقول القديس غريغوريوس اللاهوتي كل ما هو مطلوب قوله في هذا الموضوع. من المهم بالنسبة للكاهن أن يكون واعياً بأهوائه وضعفاته الشخصية، وأن يعالجها. لكن ما هو أكثر أهمية هو "القدرة علي الشفاء والتطهير الماهر للآخرين"، بحيث يكون العلاج مفيداً بالنسبة لكل من أولئك الذين يحتاجون الشفاء وأولئك الذي يمارسون هذه الخدمة. أعتقد أنه من المطلوب التركيز علي عبارة "التطهير الماهر (العملي)". يحتاج شفاء الناس لمهارة؛ إذ ينبغي استعمال المناهج الصحيحة. يستكمل القديس غريغوريوس اللاهوتي حديثه قائلاً: "أي جهاد ينبغي علينا، وأية مهارة عظمي نحتاجها للعلاج، أو للتعافي ولتغيير الحياة، وتسليم الطين للروح". ينبغي علي العلاج أن يكون بمهارة وعلمياً لأن ظروف الناس تختلف. البعض متزوجون والبعض الآخر غير متزوجين. البعض يعيشون في الجماعات الرهبانية، والبعض متوحدون. البعض مختبرون ومتقدمون في معاينة الله، علي حين أن الآخرين مازالوا في الطريق. ينبغي أن يُعالجَ كل جسد بشري بطريقة مختلفة، وينطبق نفس الشيء علي النفس: "بالمثل أيضاً تُشفي النفوس بالتعليمات والعلاجات المتنوعة". يُشفي البعض بالكلمات، والبعض الآخر يستقيم حاله بالقدوة. البعض يحتاجون للتحفيز علي العمل، والبعض الآخر يحتاجون للكبح. البعض متراخٍ في الصلاح ويحتاج لأن يُستَحَث بالكلمات، والبعض الآخر متحمس بطريقة مبالغ فيها ويحتاج إلي الحد من حماسه. يُشفي البعض بالمديح، علي حين يُشفي الآخرون بالتوبيخ، لكن ينبغي استعمالها كليهما في الوقت المناسب. يُصلح البعض بالتشجيع، علي حين يُصلح الآخرون بالتأنيب. يوجد من هم "يحتاجون لملاحظة كل شيء حتي أدق التفاصيل"، علي حين يكون من الأفضل بالنسبة لآخرين أن يتجاهلوا بعض الأمور. "يُشفي البعض باللطف والتواضع". يستفيد البعض من الإحساس بالنصر، والبعض الآخر من الهزيمة. من المفيد للبعض أن يعيشوا "بغني وقوة"، علي حين يكون من المفيد بالنسبة للآخرين أن يعيشوا في فقر وشقاء. لا يعمل نفس العلاج في منهج العلاج الأرثوذكسي مع الجميع. "لقد أُظهر في منهجنا العلاجي أن نفس الدواء لا يكون علي الدوام مفيداً أو خطيراً بالنسبة لنفس المرضي". قد يكون نفس العلاج مفيداً وضاراً. قد يساعد نوع معين من العلاج فئة معينة من الناس، علي حين تحتاج فئة أخري شيئاً مختلفاً. ينبغي علي الكاهن أن يقتني فضيلة التمييز بحيث يعرف في كل حالة أي دواء يصف للشفاء. الذين يمشون علي الحبل قد يسقطون يميناً أو يساراً، وينطبق نفس الشيء علي المعالجين الروحيين. ينبغي علينا أن نسير علي طريق الملك، متوخين الحذر لئلا نميل عنه سواء يميناً أو يساراً". يتحدث القديس غريغوريوس اللاهوتي قائلاً أنه توجد ثلاثة أمور رئيسية لو أردنا علاج وتطهير الناس بالطريقة الصحيحة. أولاً، نحتاج "إيماناً عظيماً كاملاً"، ثانياً "معونة عظمي من الله"، وثالثاً "عدم تخطيط من جهتنا سواء في كل من الكلام والأفعال". يحتاج أيضاً المعالج بالإضافة إلي الإيمان بمعونة الله إلي موارد لكي يضاد حيل إبليس، لأن إبليس ماهر وبارع في عمله. ينبغي عليه أن يتعرف علي حيل الشيطان بوجه عام وفي الحالات الخاصة، بحيث يستطيع مواجهتها بنجاح وقيادة الناس نحو الاتحاد بالله. يكون المسيحيون أيضاً في مراحل مختلفة من النمو الروحي. لا يزال البعض أطفالاً ويحتاجون للبن، لأنهم لا يستطيعون تناول "طعام الكلمة القوي". لو أعطاهم أحد طعاماً صلباً في هذا الوقت المبكر فإنهم سيشعرون بالضيق ويتثقلون. من ناحية أخري، يتضايق أولئك الذين يحتاجون "طعاماً أعلي وأكثر صلابة" لو أُعطوا لبناً للشرب ولو تغذوا علي الخضروات. ينبغي علي الكاهن أن يتعرف علي الأطفال الروحيين (أولئك المبتدئين في حياتهم الروحية) ويعرف كيف يطعمهم، لكن ينبغي أيضاً أن يغذي أولئك الذين وصلوا للرشد الموجودين في مراحل عليا من الحياة الروحية. ينبغي عليه لكي يعرف كيف يعالج ويقود أن تكون لديه خبرة شخصية بحقائق الكنيسة بالإضافة إلي التمييز، بحيث يستطيع تقديم الغذاء الصحيح للشخص الصحيح في الوقت الصحيح. يؤدي إعطاء الطعام الصلب للأطفال إلي قتلهم. من جهة أخري، يكون إعطاء اللبن للكاملين شبيهاً بخنقهم روحياً. يعلق القديس غريغوريوس اللاهوتي تعليقاً ممتازاً. إنه يُعلَّم أن الشفاء مرتبط بالإعلان المعطي من الله، والذي تحافظ عليه الكنيسة مثل حدقة عينها. إعلان الله كثالوث قدوس هو نتيجة شفاء الإنسان. عندما يُشفي شخص ما فإنه يتلقى الإعلان. إلا أنه في نفس الوقت يصبح هذا الإعلان الطريق الحقيقي الذي يقود للشفاء والشركة مع الله الثالوث. يكتب القديس قائلاً: "يتضمن ذلك خطراً كبيراً بالنسبة لأولئك المسئولين عن استنارة الآخرين، إذ قد يتجنبون ذلك بإختزال عقيدتهم إلي أقنوم واحد خوفاً من تعدد الآلهة، وبالتالي يتركوننا مع مجرد أسماء مفترضين أن الآب والابن والروح القدس هم أقنوم واحد، أو من الناحية الأخرى يقسمون الثالوث إلي ثلاثة "ضد الآلهة" مختلفين في الطبيعة، غير منظمين وفوضويين. هكذا يسقطون من أقصي التطرف إلي خط مساوٍ في الخطورة، مثل الشجرة المشوهة التي تميل بعيداً في الاتجاه المضاد". من المهم أن القديس غريغوريوس اللاهوتي إذ يتحدث عن الشفاء يذكر أيضاً عقيدة الثالوث القدوس. لو لم نقبل هذه الحقيقة، التي هي نتيجة الشفاء، فلن نستطيع التعافي. ليس الشفاء أخلاقياً لكنه لاهوتي. إنه غير مستقل عن العقيدة، لكنه يعتمد علي إعلان الله. يتضح ذلك من حقيقة أنه، بمجرد أن يتأثر علم اللاهوت، يتغير العلاج أيضاً. المنهج العلاجي، الذي هو طريق الإيمان الأرثوذكسي الذي يقود خلال التطهير والاستنارة والاتحاد بالله، هو أساس كل حقائق أو عقائد الإيمان. بالتالي، يكون المجمع الذي انعقد في أيام القديس غريغوريوس بالاماس والذي ناقش الهدوئية وكيفية اختبار الله، الأساس لكل المجامع ولكل عقائد الإيمان. يتكلم القديس غريغوريوس اللاهوتي عن الأمراض اللاهوتية. أحد هذه الأمراض هو الهرطقة، لأنها لا تقود الناس نحو معاينة النور غير المخلوق وتبقي علي نوسهم في ظلام دائم. هذا هو السبب الذي جعل الآباء القديسين يجاهدون للحفاظ علي العقيدة، لأنه عندما تتم المحافظة علي إعلان الله يُحفظ أيضاً المدخل الصحيح للشفاء. لو كنا نؤمن أن المسيح هو كائن مخلوق، فإننا لا نستطيع أن نخلص. ينطبق نفس الشيء علي كل عقائد الإيمان. يكتب القديس غريغوريوس قائلاً: "توجد ثلاثة أمراض في أيامنا من جهة علم اللاهوت: الإلحاد، والتهود، وتعدد الآلهة. لقد تبني سابيليوس الليبي الإلحاد، وآريوس السكندري التهود، والبعض من "الفوق أرثوذكسيين" الموجودين بيننا تعدد الآلهة. أمراض علم اللاهوت هي الإلحاد والتهود وتعدد الآلهة، لكنها تنشر بواسطة أشخاص يعيشون داخل الكنيسة. لا يستطيع الهراطقة، بمعني أن لاهوتهم خاطئ وغير سليم، أن يكونوا أعضاء حقيقيين في جسد المسيح، وبالتالي لا يستطيعون الوصول للخلاص. تنبذ الكنيسة الهراطقة لأن مرضهم اللاهوتي يظهر أنهم قطعوا أنفسهم من الكنيسة. إنهم يظهرون بوضوح مرضهم الروحي. يرتبط علم اللاهوت بالصحة الجيدة والموجود للحصول علي الشفاء. إنه، قبل كل شيء، علم علاجي. هذا هو السبب الذي جعلنا نقول فيما سبق أن كون المرء لاهوتياً يعني كونه أباً روحياً، وكونه أباً روحياً يعني كونه لاهوتياً. يرعي الكهنة الشعب بحسب علم اللاهوت، ويكون تعليمهم اللاهوتي رعائياً ومعالجاً. |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس غريغوريوس اللاهوتي | ما هو الشفــاء |
القديس غريغوريوس اللاهوتي |
شهادة القديس غريغوريوس اللاهوتي في القديس باسيليوس الكبير |
صورة القديس غريغوريوس اللاهوتي |
صورة القديس غريغوريوس اللاهوتي |