عن الأب بولس كافارو (الذي كتبنا هناك مختصر سيرة حياته) أنه كان منذ حداثته منشغف القلب نحو والدة الإله، بنوع أن السامعين مواعظه المشتهرة، والمعترفين عنده في منبر الذمة كانوا من كيفية تكلمه عن هذه الأم الإلهي، يفهمون جيداً شدة غرامه في محبتها. فحينما حصل هو في مرضه الأخير سنة 1753 قد وجدت بهجته وتعزيته الوافرتان في نظره المتكررة وتفرسه التقوي في أيقونة هذه السيدة المجيدة الموضوعة بقرب سريره ولعظم ثقته في مراحمها، وشدة أشواقه الى مشاهدتها في السماء قبل يوم عيد نياحها. قال للحضار عنده في أول شهر آب هكذا: أن كنت أنا لا أموت قبل اليوم 15 من هذا الشهر فلن أموت أبداً: فرجاؤه بهذه السيدة المحبوبة منه في الغاية قد تم فعلاً، لأنه في 13 من الشهر المذكور رقد بسلامٍ رقود الأبرار الكريم لدى الرب.*