أن أحد الجنود كان أتفق مع الشيطان، على أن يعطيه هذا الروح النجس كميةً من المال، تحت شرط أن يأخذ له أمرأته عينها الى أحد الأحراش، فتتميماً للأتفاق أخذ الجندي أمرأته منطلقاً بها نحو ذاك الحرش، واذ مرا في الطريق من على كنيسةٍ مختصةٍ بالدائمة بكارتها مريم، قد طلبت الأمرأة من رجلها بتوسلٍ أن يسمح لها بأن تزور العذراء في تلك الكنيسة، فسمح لها بذلك وجلس هو خارجاً ينتظرها، فاذ دخلت الأمرأة الكنيسة. قد خرجت بدلاً منها والدة الإله عينها متشكلةً بصورتها وملبوسها، ودنت من الجندي كأنها أمرأته، ثم ركبت الفرس وسارت معه، فلما وصلا الى الحرش، واذا بالشيطان لاقى الجندي قائلاً له: أيها الخائن الغشاش كيف أنك عوضاً من أمرأتك أتيتني بوالدة الإله التي هي عدوتي: فحينئذٍ أجابته العذراء بقولها: وكيف أنت تجاسرت على أن تقصد أن تضر من هي متعبدة لي، فأغرب هارباً الى جهنم: ثم ألتفتت نحو الجندي وقالت له: أمضِ فأصلح سيرتك تائباً وأنا أعينك: وهكذا غابت عنه، فعلى هذه الصورة رجع الرجل وغير عوائده الرديئة وعاش عيشةً مسيحيةً.*