كان أبرام ساكنًا في أور الكلدانين - وتقع جنوب العراق وكانت عاصمة للدولة السومرية وهي واحدة من أقدم الحضارات - (أعمال٧: ٢). وهناك مات هاران أخيه، ولكنه تحرك مع عائلته قرابة ١٢٠٠ كم، وجاؤوا إلى حاران حيث مات تارح أبوه. وهناك جدَّد الرب دعوته (تكوين١٢: ١)، فتحرك مع لوط إلى أرض كنعان قاطعًا أكثر من ٥٠٠ كم. ولما وصل يقول الكتاب: «تَغَرَّبَ فِي أَرْضِ الْمَوْعِدِ كَأَنَّهَا غَرِيبَةٌ»، وأيضًا يبتغي وطنًا أفضل (عبرانيين١١: ٨-١٦). فكنت أظن أن بوصوله إلى كنعان سيعلن أنه الوطن المنشود! بل وأكثر من ذلك سكن الخيام مُعلِنًا أنه غريب ونزيل، بل وبدأ ينتظر مدينة صانعها الله ويبتغي وطنًا أفضل جنسيته سماوية. يا له من إدراك عميق فَطن له إبراهيم أن الحياة هنا على الأرض غربة، والوطن هو عند الرب في الأبدية، فلم يهتم كثيرًا بشكل الخيمة محل إقامته إذ هي رفيقة تغربه وستُخلع قريبًا.