يجب أن يتوفر في الشخص الناصِح، أن يكون له رصيد من المواقف الطيبة لدى من ينصحه. وهو ما تحقق أيضًا بين المسيح وتلاميذه، فرغم أنه وبخهم في مواقف عديدة بسبب أخطائهم، لكنهم تقبلوا توبيخه بصدر رحب، لأنه مُغلَّف بحبِّه الشديد لهم.
ففي إحدى المرات فشل التلاميذ في إخراج شيطان من ابن مصروع لرجل، فلما نزل المسيح من الجبل وعاين هذا الفشل وبَّخ تلاميذه قائلاً: «أَيُّهَا الْجِيلُ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ... إِلَى مَتَى أَكُونُ مَعَكُمْ؟ إِلَى مَتَى أَحْتَمِلُكُمْ؟»، ولأن رصيد المسيح المُعلم كبير جدًا عند تلاميذه؛ فلم ينفروا منهم، ولكنهم بعد دقائق نقرأ «تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ عَلَى انْفِرَادٍ وَقَالُوا: لِمَاذَا لَمْ نَقْدِرْ نَحْنُ أَنْ نُخْرِجَهُ؟ فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: لِعَدَمِ إِيمَانِكُمْ» (متى١٧: ١٧-٢٠).
وهو درس غالٍ للكنائس والمجموعات، فقبل أن تتسارع أرجلنا لتوبيخ ولتأديب غيرنا، عليها أن تتسارع أولاً لنجدتهم في المشاكل، ومؤازرتهم في الأزمات، ورعايتهم في الاحتياجات.