يطلب داود النبي من المعلم ألا يذكر خطاياه وإنما يذكره هو كخليقة الله المحبوبة لديه، والتي لها تقديرها الخاص لا لفضل فيها وإنما من أجل مراحم الله وصلاحه ولأجل اسمه القدوس. طلب اللص اليمين من المعلم الحق أن يذكره متى جاء في ملكوته، فلم يذكر جرائمه ولا خطاياه، بل حمل نفسه إلى الفردوس، مبّررة في استحقاقات الدم الثمين. هكذا إذ نطلب من الرب أن يذكرنا يجيب قائلًا: "أنا أنا هو الماحي ذنوبك لأجل نفسي وخطاياك لا أذكرها" (إش 43: 25).
لا يسأل داود النبي من أجل غفران خطاياه التي ارتكبها سابقًا في شبابه فحسب وإنما لأنه يعرف ضعفه يطلب من أجل خطاياه الحالية لأنها كثيرة. وهو في هذا يحتمي في اسم الله القدوس كي لا يرجع خائبًا، إذ يقول: "من أجل اسمك يا رب تغفر لي خطيئتي لأنها كثيرة" [10].
من يبتغي عهد الله منتظرًا المكافآة الأبداية، يعترف بكثرة خطاياه طالبًا المغفرة، لا من أجل استحقاق شخصي، وإنما لأجل اسم الرب ورحمته. خطاياه الكثيرة تحتاج إلى فيض من النعمة الإلهية.
طريق التوبة ضيق لكنه آمن، به نرجع إلى الله أبينا، وننعم برأفاته.