منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 08 - 2022, 07:46 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 375,588

قصة  أناستاسيّا نيكيشيفا القدّيسة الجالسة

في مدينة "تبليسي" في "جيورجيا"، في هذه المدينة، في أواخر القرن التّاسع عشر،
ترعرعت الطّفلة "أناستاسيّا". وُلدت في روسيا سنة 1886. هاجر أبوها، بحكم عمله كمهندس، إلى "جيورجيا" للمساهمة في بناء سكك الحديد هناك. مُنح أرضًا قرب كنيسة ميلاد والدة الإله، حيث بنى منزلًا لعائلته. أخذ الرّبّ الوالدة باكرًا. تزوّج الوالد من جديد، ولم تكن الزّوجة الجديدة تودّ "أناستاسيّا" الجميلة،
بل تغار منها، وأخذت تُظهر ذلك نفورًا، خاصّة بعد وفاة والدها.

كانت "اناستاسيّا" لطيفة وتقيّة، ترتاد الكنيسة وترتّل في الجوقات.
تقدّم إليها عدد من الشبّان لكنّها اختارت مجنّدًا فقيرًا التقته في إحدى الأمسيات الرّاقصة.

حاولت الخالة منع الزّواج. ذات يوم، أقفلت على "أناستاسيّا" في المنزل.
وعند قدوم الخطيب لرؤيتها قالت له إنّ "أناستاسيّا
" أُصيبت بمسّ من الجنون غير قابل للشّفاء وقد نُقلت إلى المستشفى.
لم يحتمل الشّاب الخبر. للحال سحب مسّدسه وقتل نفسه
. من لحظة سقوطه أمام عينيها، اتّخذت حياة الشّابة منحى غير اعتياديّ.
أخذت على عاتقها نهج حياة يصعب تصديقه. جلست القرفصاء
ولم تنتصب البتّة لمدّة 65 سنة. في البداية جلست في حظيرة الخنازير،
لكنّها ما لبثت أن انتقلت إلى فناء البيت وأخذت وضعيّة الجلوس الكامل إلى نهاية أيّامها
. شرعت تصلّي بدون انقطاع، لراحة نفس خطيبها، ثمّ لأجل العالم أجمع.


أخذ المؤمنون يتحلّقون حولها، والكهنة يأتون لمناولتها. صيفًا وشتاءً، في الحرّ والبرد
... يقول ابن أختها "غريغوري" الّذي لا يزال حيًّا إلى اليوم: "سنة 1940 كنتُ في الخامسة من عمري
، وكانت مهمّتي أن أزيل الثّلج عن خالتي الّتي كانت تجلس في الخارج عرضة لعوامل الطّبيعة.
لم تكن لديها ثياب دافئة سوى شال صوفيّ حاكته بنفسها.
حاول كثير من النّاس الطّيّبون إقناعها بالدّخول إلى المنزل لكنّها رفضت.
نساء ورعات، كنّ يهتممن بها ويغسلنها وهي في مكانها".
كانت تأكل ممّا يقدّمه إليها المؤمنون. لكنّها أحيانًا لم تكن تقبل تقدمات البعض،
بل ترفضها، بما كان لديها من بصيرة تنفذ إلى القلوب.


أوّل سيرة مكتوبة عنها، دوّنها الأرشمندريت "رافايل كاريلين" في كتابه: "سرّ الخلاص"،
من خلال معرفته الشّخصيّة بها: "أناستاسيّا" الجالسة تقريبًا بدون حراك،
بخلاف كلّ أحكام الطّبيعة، كانت لتموت من أوّل شتاء عبر عليها
وهي في تلك الوضعيّة بحسب النّواميس الطّبيعيّة المعروفة،
لكن، بدا كأنّ الرّياح والثّلوج لم تكن لها عليها أيّ تأثير. ذات يوم، مرضت أمّي بشدّة.
جئتُ إليها وطلبتُ منها العون وأن تصلّي لأمّي. أعطتني تفّاحة
وقالت لي "أعطها هذه التفّاحة لتأكلها". وحدثت معجزة وشفيت أمّي في اليوم التّالي" .


تشبه سيرة المغبوطة "اناستاسيّا"، سيرة المتبالهة لأجل المسيح "كسينيا" البطرسبرغيّة. فقدتا من كانتا تحبّان فعزمتا العيش بما يفوق كلّ القواعد الطّبيعيّة. جلست في فناء منزلها على مدى 65 عامًا، لا تتحرّك البتّة. قتل خطيبها نفسه، فقرّرت تحمّل مصير ولا أغرب لأجل خلاص نفسه. ومن خلال صلواتها، تمّت أشفية عديدة وتلقّى العديدون العون والتّعزية. كانت تعطي تفّاحة لزائر فيُشفى، وآخرون كانت تطردهم لمعرفة خفاياهم...


في نهاية حياتها التصقت رجلاها فتمّ دفنها بطريقة فريدة. بشكل طبيعيّ، كان من المفترض للبارّة أن تقضي من أوّل شتاء أمضته، على تلك الحال، لكنّ الرّبّ حفظها. لم تتذمّر مطلقًا، رغم إزعاج زوجة أبيها لها بتحريض الشّيطان وسكبها الماء عليها... صبرت إلى آخر أيّامها في صلاة لا تتوقّف لأجل كلّ من أتى طالبًا معونتها.

خلال سنوات الحكم الشّيوعيّ عمدت الحكومة إلى تفريق المؤمنين الّذين كانوا يقبلون إلى البارّة بأعداد وفيرة. كانوا يسألونها بخاصّة عن أحبائهم الّذين على الجبهة وكانت تعطيهم إشارات إلى من كانوا منهم أحياء أو راقدين.

زارها، يومًا، النّائب الأوّل للحزب الشّيوعيّ في "جيورجيا". أشارت إلى طوفان عتيد وقالت له: "ادعموا الجهة اليمنى". قبل المسؤول وفعل كذلك، فلمّا تدفّقت المياه كطوفان في السّنة التّالية لم تؤدّي إلى أيّة أضرار.!..


بلغت البارّة "الجالسة" نهاية سعيها سنة 1970. كانت ركبتاها قد التصقتا وتجمّدتا. تمّ دفنها بطريقة خاصّة، كما هي في وضعيّة الجلوس. استمرّت مراسم الدّفن لساعات لأنّ كهنة كثيرين أقبلوا مع رعاياهم ليشاركوا فيها. تحوّل قبرها إلى محجّة. شابّ كرديّ يدعى "رامزيك ساليميان" لم يكن مؤمنًا، تعرّض لحادث في رجليه وشفي بصلوات البارّة. أخذ على عاتقه مهمّة الاهتمام بمدفن البارّة. وها هو، وعلى مدى أربعين عامًا، يحافظ على القنديل مشتعلًا على القبر ليلًا نهارًا، وحلمه أن يتمّ بناء كنيسة في المكان. لديه دفتر يسجّل فيه الشّفاءات العجائبيّة الّتي تتمّ بشفاعات البارّة.

يوجد في المكان صور لتفّاحات، أخذها مؤمنون بعد مباركتها وحفظوا الصّور شهادة على البركة الّتي نالوها منها. أحد زوّار المدفن قال: "الحبّ يصنع العجائب، لكن، ما مقدار هذا الحبّ الّذي يجعل الواحد يجلس مصلّيًا لأجل أحبّائه دون انقطاع.!.. يا لقلب اتّسع ليشمل بالحبّ العالم أجمع". تبدو سيرة البارّة "أناستاسيّا" غير قابلة للتّصديق، لكنّ شهودًا على جهادها ما زالوا أحياء، ومعجزات ما زالت تجري للطّالبين شفاعاتها في صلواتهم.!!.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
فكر كنيستي - الحلقة الخامسة
هب ليّ الحكمة الجالسة إلى عرشك
الجماعة الجالسة حول يسوع
المرحلة الخامسة (الانطلاق)
المرحلة الخامسة “الولادة”


الساعة الآن 11:24 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025