"قَريبـي" في الأصل اليوناني πλησίον وفي اللغة العبرية (רֵעִי) (معناها النسيب أو الجار) فتشير إلى فكرة المشاركة مع شخص ما والرغبة في معاشرته. وفي اللحظة التي يتم فيها اللقاء بين شخصين يصبح كل منهما القريب بالنسبة إلى الآخر، بغض النظر عن علاقة القرابة بينهما، أو عن تصوّرات الواحد بالنسبة إلى الآخر. إلا أن أفق الشريعة لم يتعدَّ قط شعب إسرائيل: فالقريب هو الأخ أو من النسب (الخروج 18: 7) أو الصديق (الأمثال 27: 9) أو عضو من الشعب الإسرائيلي (الخروج 2: 13). لكن يسوع وسَّع دائرة القريب من الجار والنسب والأخ والصديق إلى كل إنسان واقع في الشدة حتى وإن كان عدوّاً. فهذا الإنسان يدعوني إلى أن أصبح قريباً له، لانَّ الله أصبح قريبا للإنسان (الخروج 33: 11) وخاصة في المسيح يسوع كما جاء في تعليم بولس الرسول "إِنَّ الكَلامَ بِالقُرْبِ مِنكَ، في فَمِكَ وفي قَلبِكَ" (رومة 10: 8).