أتعلم الألم

[walaa farouk]

_ أتعلم الألم..؟!
_ الألم.. .؟!
_ نعم.
_ نعم، أعلمهُ، أعلم معنى أن تُترك كسير الخاطر، ومَن تحب يدرك هذا ويتجاهلك، أعلم ثُقل الانتظار الطويل لمُكالمة
،أو رسالة إعتذار لا تأتي أبدًا، أعلم وجيعة أن تُقدم كل ما تملك،
ولا تأخذ إلا الفُتات، وتُخبَر بأنك- بأفضل ما عندك-
لستَ كافيًا! أعلم معنى أن تعيش وكل هذه المعارك تطحن روحك
، بينما أنت هادئ متماسك، لا تُفصِح عن شيء من ألمك لأحد؛
كأنك لم تعد ترغب في شيء إلا بعضًا من السلام."نعم، أعلم الألم.
_ لكنكَ بارع جدًا في إخفاء الحُزن، ماهر للغاية في إتقان عكس ما تشعُر به، تلجأ للكذبِ أحيانًا فتدَّعى أنكَ بخير؛ لئلا تلمح في أعيُنِ الناس نظرة شفقةٍ أو عطف، تفهم كُل مَن حولك ولا أحد يفهمك،
تكره الشدَّة والقسوة، أو أن تُجبَر على شيء،
لكن عن طيبِ خاطر وبكُل رضًا منك قد تهب روحك لمن تُحب؛
جُبلتَ على الرفق واللين، وكرامتك لا تُسَاوم أبدًا؛ فعزَّة النفس لديك سر صمودك وثباتك إلى الآن، رغم أنكَ حقًّا لست بخير..!
_ وما في ذلك..؟!
انا فقط أحبُ الإنطواء عن العالم ،لا أحب الشفقة
،ولا يظهر حُزني في أشد أوقاتي إحتياجًا..انا فقط مُنعزل.
_ لٍمَ لا تقول أنكَ إنطوائي..؟!
_ يا صديقي انا حقًا إنطوائي ؛لكن أنتُم من أوصلتُموني لذلك فـ دعوني وشأني ... انا الآن في أمسِّ الحاجة أن أجد كتف أحدُهم يربت علي كتفي ؛ لقد فقدتُ ثقتي في الجميع، انا الآن أحي بما أنتظره مِن جبر اللَّه لخاطري المكسور منذُ نعومة أظافري، دعوني أهنئ بالسلام النفسي في عُزلتي ،
ولا تلقوا بالًا لي ؛ إن الحروب التي خُضتها وحدي وخرجتُ منها مهزوم كفيلة بكُره العالم كله أو إغراق سفينة الأمان بـ مُحيط الخراب
، دعوني وشأني .. اللَّه دُري كُلما بَكيت ، أو حزنت ، أو إنعزلت.