![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
طريقة لهروب مبارك ![]() طريقة لهروب مبارك عمار علي حسن فوجئت بمكالمة من السفارة الألمانية، فى ظهر اليوم الثانى عشر للثورة، ولم يكن لى أدنى علاقة بها، فاندهشت، لاسيما أن من طلبتنى أبلغتنى أن السفير الألمانى يريد مقابلتى. قلت لها: سأرد عليك بعد ساعة. وجلست أقلّب الأمر فى رأسى، وأتساءل: يا ترى لماذا يريدنى؟ وقتها كانت هناك تسريبات تتحدث عن إمكانية أن يكون المخرج من الأزمة هو مغادرة مبارك إلى ألمانيا بدعوى العلاج، ويظل هناك إلى أن تنتهى فترة رئاسته السادسة بعد سبعة أشهر، ويُفتح الباب أمام انتخابات رئاسية جديدة، بين متنافسين ليس بالطبع من بينهم نجله جمال، بعد أن دهس الغاضبون ملف التوريث تحت أقدامهم فى الساحات والشوارع. وبعدها يعود مبارك من ألمانيا، ليس إلى مصر، إنما إلى دولة الإمارات العربية المتحدة. التى كان وزير خارجيتها الشيخ عبدالله بن زايد قد قابل الرئيس السابق، قبل ساعات من اتصال السفارة الألمانية بى، وعرفت فيما بعد خلال زيارة لأبو ظبى أن السلطات هناك كانت تجهز أحد القصور لاستقبال مبارك وأفراد أسرته، جريا على عادة الشيخ زايد، الذى سبق أن عرض استضافة صدام حسين، لكنه أبى، فاستضاف بعض رموز نظامه عقب احتلال العراق، وعاشوا فى أبوظبى منعمين مكرمين، تشملهم الحماية والرعاية. وظننت أن السفير سيسألنى: ماذا سيكون رد فعل الشارع على استضافة مبارك للعلاج فى ألمانيا؟ وهل قرار مثل هذا سيضر بمصالحنا؟ وهل يمكن تمهيد الرأى العام لتقبل هذه المسألة؟ سيسألنى بوصفى كاتبا وباحثا وناشطا سياسيا، ليس إلا. كان الشعور المسيطر علىّ وقتها هو الرفض المطلق لخطوة من هذا القبيل، ليس لشىء سوى إننى فضلت دوما الابتعاد عن أى نشاط للسفارات الأجنبية، حتى السفارات العربية لا ألبى دعواتها المتكررة إلى حفلات العشاء، أو الاحتفالات بالأعياد القومية، وهى أمور يقبل عليها كثيرون بنهم وشره وامتنان يثير الغيظ والاشمئزاز. واستعادت ذاكرتى مرات عديدة جاءتنى عبر الهاتف دعوات من السفارة الأمريكية بالقاهرة، لكننى كنت أرفضها رفضا قاطعا، آخرها كان مع السكرتير الأول، الذى قيل لى إنه يريد أن يتناقش معى بشأن الأوضاع فى مصر، فرددت على مديرة مكتبه بحسم: أنا لا أجلس مع أى دبلوماسى أجنبى فى غرفة مغلقة، رأيى مكتوب فى مقالاتى، أو موجود فى لقاءاتى التليفزيونية، ويمكن أن أشارك فى أى مؤتمر معلن أمام الجمهور، وأتحدث عن أى قضية، لكن اللقاءات الجانبية المستبعد فيها الناس لا أريدها ولا أحبذها. من هذه الزاوية أجبت سكرتيرة السفير الألمانى قائلا: أنا لا أذهب إلى السفارات. وبعد دقائق هاتفتنى من جديد قائلة: السفير يريد مقابلتك أنت والدكتور عمرو الشوبكى فى مقر مركز البدائل للدراسات، الذى يرأسه الشوبكى، والكائن فى حى العجوزة، وكنا نلتقى فيه طيلة الأيام الفائتة، لمناقشة التطورات المتلاحقة فى يوميات، بل ساعات الثورة المصرية، وكان يأتى كثير من شباب الثورة. وعلمت أن الشوبكى رفض مثلى الذهاب إلى السفارة وفضل أن يكون اللقاء فى مكتبه. ولم تمض سوى نصف ساعة حتى اتصلت من جديد لتعتذر وتؤجل اللقاء، لأن مكتب رئيس الوزراء أحمد شفيق طلب السفير، وهو ذاهب لمقابلته. أما بالنسبة لى فقد انتهى الأمر، ولم ألتق السفير الألمانى، وبقيت ما فى رأسى مجرد تكهنات أو تخمينات، لم نعد بحاجة إليها، بعد أن عرفنا من أخبار تسربت إلى وسائل إعلام أجنبية أن مبارك رفض اقتراح الذهاب إلى ألمانيا، وأصر على البقاء فى مصر، فانتهى به الحال إلى سجن طرة. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
صور مقصوصة png لهروب العائلة المقدسة الي مصر |
صور مقصوصة png لهروب العائلة المقدسة |
السبب الحقيقي لهروب فيريرا من الزمالك |
بالصور.. فزع بمدينة نصر لهروب «قرود» |
صورة حصرية : لهروب العائلة المقدسة إلى مصر |