هَلُمَّ إليَّ في وسطنا اليوم أيها الإنجيلي القديس لوقا، وأخبرنا كيفية حلول روح القدس على الرسل الأطهار. قال: «لما تمت أيام الخمسين» (أع 1)، أعني بعد قيامة الرب بخمسين يوماً، وهذا اليوم عند اليهود هو عيد العنصرة، وفيه كلَّم الله موسى على جبل طورسينا بنار تضطرم، وأعطاه الناموس والوصايا، فكان المثال موافقاً للحق والكمال، كما أن فصح المثال موافق لفصح الحق والكمال أيضاً. وقال: «وكانوا مجتمعين بأسرهم جميعاً»، أعني آباءنا الرسل الأطهار حافظين وصية سيدهم ألا يبرحوا حتى يلبسوا القوة السماوية. قال: «وكان من السماء بغتة صوتٌ كصوت الريح الشديدة»، أعني صوت هبوب الروح نازلاً من السماء، وبيَّن سرعته وقوته ليُعلن أنها قوة إلهية لا تُعانَد.
قال: «فامتلأ منه جميع ذلك البيت الذي كانوا جلوساً فيه»، أعني أنه إليهم خاصةً أتى، وأن هذه الموهبة الفاضلة عليهم خاصةً حلَّت دون أهل العالم، كقول الرب لهم: