![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() فقالَ له يسوع: ((لا أَقولُ لكَ: سَبعَ مرَّات، بل سَبعينَ مَرَّةً سَبعَ مَرَّات. تشير عبارة "سَبعينَ مَرَّةً سَبعَ مَرَّات"، (او "سبعا وسبعين سبع مرّات" في قراء ةٍ أخرى،) الى عدد غير مقيَّد الى عدد رمزي. ويعلق القدّيس البابا يوحنّا بولس الثاني " يشير يسوع بذلك إلى ما يجب أن يجد في نفسه من القوة على المغفرة لكل الناس وفي كل وقت" (الرّسالة العامّة: الغنيُّ بالمراحم (Dives in Misericordia)، العدد 14). أراد المسيح من كل ذلك انه يجب ان يُغفر للمُخطئ كلما سأل المغفرة، لان الله " يُكثِرُ العَفْوَ " (أشعيا 55: 7). فإننا ننال الرحمة من الله من غير حساب فيجب علينا ان نرحم الناس كذلك. ان الرقم الكامل غير المحدود، ويعلق القديس يوحنا الذهبي الفم" لا يقدّم (السيِّد) هنا عددًا معينًا (70×7=490) بل ما هو غير محدود ودائم إلى الأبد. فلا يُحدّد رقمًا للمغفرة، إنّما يطلب أن تكون دائمًة وأبديّة ". حدود الغفران هو الغفران بدون حدود، وذلك مقارنة مع السبع المرات التي حدَّدها بطرس للمغفرة (متى 18: 21). وحيث لا حدود للغفران، نحن نغفر كما الله يغفر، مهما كان تصرّف الأخ شريطة ان يتوب كل مرة كما أكّد ذلك لوقا الإنجيلي " وإِذا خَطِئَ إِلَيكَ سَبعَ مَرَّاتٍ في اليَوم، ورجَعَ إِلَيكَ سَبعَ مَرَّاتٍ فقال: أَنا تائِب، فَاغفِرْ له" (لوقا 17: 4). ويُعلق القديس ايرونيموس على التساؤل التالي " إن طلب أخي بشفتيَّه لا بقلبه فماذا أفعل؟ فقال: "إن أخطأ سبعين مرّة سبع مرّات يوميًا وسألك الصفح فاغفر له، ولا تقل إنه لا يطلب الصفح من أعماق قلبه بل يكذب. أترك الدّينونة لله". غفران السيد المسيح لا تقيِّده الاساءات والأرقام، لان غفرانه مستمر الى ما لا نهاية. فغفران المسيح لا يعرف الحساب. انه يعفو يوميا عنا، ولا يعجز عن غفران أشنع الخطايا، مهما كان اسمها او عددها. في حين كانت قاعدة الانتقام تصعيدا للعنف في العهد القديم " إِنَّ الله ينتَقَمُ لِقايِنَ سَبعَةَ أَضْعاف وأَمَّا للامَكَ فسَبْعَةً وسَبْعين (التكوين 4: 24)، عندما يتفاقم الشر، يتدرج تدرجا هندسيا، لان العنف يولّد العنف. وعلى النقيض من ذلك يطلب الله منا هنا ان نغفر سبعين مرة سبع مرات. حيث نجد العنف متزايدا لدى الانسان في حين ان المغفرة متزايدة لدى الله عملا بقول بولس الرسول " لا تَدَعِ الشَّرَّ يَغلِبُكَ، بلِ اغلِبِ الشَّرَّ بِالخير" (رومة 12: 21). قد يعلّق البعض منا قائلاً إنّ يسوع يبالغ، وقد يقول بعضنا الآخر إنّ يسوع يطلب المستحيل لأنّه يعلن أنّ علينا أن نغفر دائمًا للآخرين مهما حدث منهم ومهما وقعوا في الخطأ. في الواقع، فإن الرب الذي أعطى هذه الوصيّة يعمل أعظم منها بكثير نحونا ويطالبنا ان يجد صورته ومثله فينا! وفي الواقع إن يسوع يجيب على سؤال بطرس متحدّثا عن حب الآب ومقدار غفرانه في مَثَلُ مَلكوتِ السَّمَواتِ كَمَثلِ مَلِكٍ أَرادَ أَن يُحاسِبَ خَدَمَه. ما الذي يُزعجنا أو يُخيفنا في وصيّة المغفرة؟ |
![]() |
|