أشبه الخطية بسطح زّلِق، إذ لا يمكننا أن نسير عليه مسافة ثم نلتفت عند نقطة نختارها كيفما اتّفق وعندئذ نعكس خط سيرنا. وقد أحسن أحد الشعراء الأفذاذ إذ نمَّ عن حصافة وبراعة في وصف لعنة الفعل الشرير فقال فيه إنه ما ينفكُّ يلد الشر. وكلمة الله المقدسة تُلقي أمامنا ضوءاً عارماً على هذه المسألة. ففي (يعقوب 1: 14 و 15) نجد تفسيراً لكيفية نشوء الفعل الأثيم في الإنسان بطريقة عضوية. فحينما يجرَّب أحدٌ بالشر، لا يكون سببُ ذلك عائداً إلى الله. بل هو كامنٌ في شهوة الإنسان بالذات. هذه الشهوة هي أم الخطية. على أن هذه الشهوة في حد ذاتها لا تكفي لإنتاج الخطية (أي الفعل الخاطئ، سواءٌ بالفكر أو القول أو العمل). فلا بد من أن تحبل الشهوة. وذلك يحدث حينما يتحد العقل والإرادة بالشهوة. فحينئذ، حين تُخصب الإرادة الشهوة، تلد الشهوة خطية، أي فعلاً خاطئاً، وهذه الخطية بدورها، إذ تنمو وتتطور وتبلغ أشدها، تُنتج موتاً.