معاينة مجد المسيح
لا يطلب يسوع في صلاته الكهنوتية الوَحْدَة بين المسيحيين فحسب، إنما معاينة مجده أيضا. والمجد ناشئ عن حياة المسيح فينا واتحاد جسده بجسدنا. المسيح فينا رجاء المجد كما جاء في تعليم صاحب الرسالة إلى العبرانيين "فذاكَ الَّذي مِن أَجْلِه كُلُّ شَيءٍ وبِه كُلُّ شَيء، وقَد أَرادَ أَن يَقودَ إِلى المَجْد ِكَثيرًا مِنَ الأَبناء، كانَ يَحسُنُ به أَن يَجعَلَ مُبدِئَ خَلاصِهم مُكَمَّلاً بِالآلام" (عبرانيين 10:2). وهذا المجد هو مجد حلول الروح القدس فينا الذي يوزِّع على كل واحد مواهبه. والمجد الذي نأخذه الآن هو عربون المجد أن يُعلن فينا (رومة 18:8). المجد الذي أعطاه المسيح لنا هو سبب وَحْدَة الكنيسة.
ويُعلق سمعان اللاهوتيّ
"إنَّ المجد المُعطى إلى الابن من قبل الآب، يعطينا إيّاه الابن بدوره بواسطة النّعمة الإلهيّة" (الأخلاق، 1: 6-8). فيسوع يصلي كي تنتقل الكنيسة المجاهدة إلى الكنيسة الممجَّدة. ويطلب يسوع هذه المعاينة تكليلا لعمله وصلاته "يا أَبَتِ، إِنَّ الَّذينَ وهَبتَهم لي أُريدُ أَن يَكونوا معي حَيثُ أَكون فيُعايِنوا ما وَهَبتَ لي مِنَ المَجد لأَنَّكَ أَحبَبتَني قَبلَ إِنشاءِ العالَم" (17: 24). والمجد هنا هو الكشف عن محبة الله، التي تبلغ ذروتها الخدمة المتواضعة والتي تبلغ ذروتها في غسل الأرجل وفي الصليب. وإنّ طريق الصليب هو الطريق إلى المجد الحقيقي. فمجد المسيح بجسده يبدأ بالصليب. وهذا المجد ينتقل إلى الإنسان إذا قبل الصليب مع المسيح (لوقا 22: 28-30).
الأب لويس حزبون - فلسطين