فقالَ يسوع: ((إِنِّي جِئتُ هذا العاَلمَ لإِصدارِ حُكْمٍ:
أَن يُبصِر الَّذينَ لا يُبصِرون ويَعْمى الَّذينَ يُبصِرون)). فسَمِعَه بَعضُ الفِرِّيسيِّينَ الَّذينَ كانوا معَه فقالوا له: ((أَ فنَحنُ أَيضاً عُمْيان؟))
" أَفنَحنُ أَيضاً عُمْيان؟" فتشير الى استفهام من يسوع يدل على نوع من التهكم كأنهم يقولون نحن علماء الشريعة أتحسبنا عميان بالروح. أدراك الفِرِّيسيِّينَ أنه يتحدث عن العمى الروحي، فسألوه إن كان يقصدهم بهذا.
وهذا دليل على كبريائهم وترفُّعهم على الآخرين، فهم يشعرون أنهم حكماء واذكياء، ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم "قول الفِرِّيسيِّينَ للسيد المسيح "ألعلَّنا نحن أيضًا عميان؟" على نحو ما قالوا في غير هذا الموضع: "إننا ذرية إبراهيم ولم نُستعبد لأحد قط؛ إننا لم نولد في زنى" (يوحنا 8: 33، 41) هكذا قالوا الآن".
وهم نسوا ما قاله بولس الرسول "وإِنَّنا نَعلَمُ أَنَّ كُلَّ ما تَقولُه الشَّريعة إِنَّما تَقولُه لِلَّذينَ هم في حُكْمِ الشَّريعة، لِكَي يُخرَسَ كُلُّ لِسان ولِكَي يُعرَفَ العالَمُ كُلُّه مُذنِبًا عِندَ الله" (رومة 3: 19).