لم يكن من داعٍ للعنصرة لدى العذراء كما لم يكن من ضرورة لمعموديتها. ما اختبره الرسل في يوم العنصرة عندما أصبحوا أعضاء جسد المسيح بالروح القدس، وما يحدث لنا جميعاً خلال سر المعمودية، حدث للعذراء مريم قبل يوم العنصرة. لقد تحررت من الخطيئة الأصلية ليس بمعنى أنّها تخلّصت من الذنب بل قد بلغت التألّه بنفسها وتجسّدها بسبب اتحادها بالمسيح. في هذه الأطر ينبغي تفسير كلام القديس يوحنا الدمشقي بأن العذراء مريم في يوم البشارة تلقّت الروح القدس الذي طهّرها وأعطاها قوة تقبّل ألوهية الكلمة مع قوة الولادة في وقت واحد. أي أن العذراء مريم تلقّت من الروح القدس نعمة مطهِّرة ولكن أيضاً نعمة لتتقبل كلمة الله كإنسان وتكون قادرة على ولادته.