منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 14 - 03 - 2022, 03:33 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,311,800





صداحة وفواحة


«وسمَّى اسم الأولى يميمةَ واسم الثانيةِ قَصيعَةَ

واسم الثالثةِ قرنَ هفُّوكَ»

(أي14:42)

أَيُشرِقُ صباحٌ صحوٌ مضيءٌ غِبَّ المَطرِ؟
أَيَصدُرُ لحنٌ رخيمٌ عن قيثارةٍ انتُزِعَ عنها آخِرُ وَتر؟
أَهي موجاتٌ مُقنَّنةٌ مِن الأَلم سَمَحت بها السماءُ أم هو عَبَثُ القَدَرِ؟
ألا يلوح محيا مفتدي البشر، فللقلبِ في محياه غَايةُ الوَطَرِ؟

في مشهدٍ أليمٍ عارِمِ الفزَعِ، توالت فيه المصائبُ وتزامنت، أعلَنَ أيوبُ فشلاً ودمارًا حاضرًا ومستقبلاً، فأخَذَ يُعبِّرُ في فصاحةٍ وتسلسلٍ، لا عن يوم جنازتِهِ فحسب، فلقد تخطاه، مسرعةً خطاه، راجيًا الهاويةَ مبتغاه، داعيًا القبرَ أباه، ومناشِدًا الدودَ “أُماه”، بل وحاسبًا الترابَ مُنتهاه: «إذا رَجَوتُ الهاويةَ بيتًا لي، وفي الظلام مَهَّدتُ فراشي، وقلتُ للقبرِ أنت أبي، وللدود أنت أمي وأختي. فأين إذًا آمالي؟ آمالي من يُعاينها؟ تهْبُط إلى مغاليقِ الهاويةِ إذ ترتاحُ معًا في الترابِ» (أي17: 13-16).

ولقد شَعَرَ المسكين وكأنَّ الدودَ قد أَلفَّ بجسدِهِ وكأنَّهُ قد دُفِنَ حيًّا، فاستنشَقَ رائحةَ القبرِ مع مَدَرِهِ: «لبس لحمي الدود مع مَدَرِ التراب» (أي7: 5). والمَدَر هو ما اختلط من الترابِ بالماء فتَلَكَّدَ. فلم يَعُد يتوقعُ لقبسٍٍ من النورِ لعينيه أن يَتَسرَّبَ، فخاطَبَ الربَّ: «اذكر أن حياتي إنما هي ريحٌ وعيني لا تعودُ ترى خيرًا» (أي7: 7).

صديقي المتألم، يا مَن تؤكد أن الرجاءَ قد قُتِلَ، يا مَن تظنَ كأيوبَ أن الخيرَ لا يمكن أن يعودَ فيتراءى لعينيكَ، إن كتابَ اللهِ في الآيةِ المذكورةِ أعلاه، يعلِّمنا أن الربَّ:

يُنصِفُهُم بسرعةٍ يُجدِدُ الآمال أكثَرَ مما نفتكِرُ أو يخطُرُ بالبال

أَيُعقلُ أن مَن اُثكِلت بعشرةٍ، تُنجِبُ عَشرةً، فيمتلئُ البيتُ صدْحًا وفوْحًا وراحةً؟
إن كلمة “يميمة” تُعني كما ننطقها بالعربيةِ: “يمامة”، وهى كنايةٌ عن الصدْحِ والغناء، و“قصيعة” تعني: “ريحانة” وتُكني عن عبيرٍ ورائحةٍ ذكيةٍ فيحاء، وأما “قرن هَفُّوك” فمعناها: “قرن الأثمِد” وتُصوِّر جمالَ الطليعةِ، لمن عاد الجمالُ لعينيها بعد تقرُّحٍ مِن كثرةِ البكاء.

ألم تُجمَع هذه المعاني الجميلة معًا في منظومةٍ برَّاقةٍ في آياتٍ متسلسلةٍ: «قومي يا حبيبتي يا جميلتي وتعالي. لأن الشتاءَ قد مضى والمطر مرَّ وزال، الزهور ظهرَت في الأرض، بَلَغَ أوانُ القضب، وصوتُ اليمامةِ (يميمة) سُمِعَ في أرضِنا. التينة أخرَجت فجَّها، وقُعالُ الكرومِ تفيحُ رائحتها (قصيعة) .... أريني وجهَكِ، أسمعيني صوتكِ، لأنَ صوتَكِ لطيفٌ ووجهَكِ جميلٌ (قرن هفُّوك)»؟ (نش2: 10-14)

لقد تَبَدَّلت الجنازةُ حاميةُ الوطيس، إلى روضةٍ غنَّاء بل إلى مشهدٍ نابضٍ بتعويضات السماء!



رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تبطل تفكر زيادة و تخطط زيادة و تحسب زيادة
نقل زجاجة المياه الى زجاجة اخرى فارغة بالشفاطة
مفاجأه زيادة المعاشات الى أكثر من 2000 جنيه و25 زيادة لهذة الفئة
تعليق الفنانة حنان مطاوع على زيادة ضريبة الدخل والمبيعات بعد زيادة أسعار الكهرباء
بالصور سياحة بـ«ما لا يخالف شرع الله».. شركة سياحة «إخوانية» للملتحين و المنتقبات فقط


الساعة الآن 07:15 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025