يحكى ان كاهناً دُعيَ يوماً لزيارة رجل مشهور بسوء سلوكه . فأسرع الكاهن وهو حائر لايعرف كيف يفاتح تلك النفس الشقية بأمر توبتها . فعند دخوله غرفة المريض خرجت المرأة وتركت الكاهن وحده مع قرينها .فرحّبَ المريض بالكاهن واعلمه بأنه كان ينتظره ليعترف بخطاياه . فتعجب الكاهن وارتقش فرحاً لهذه الملاقات التي اتت خلاف المأمول . فأشار الرجل الى امرأته وقال : تلك هي الملاك الذي أثٌرَ فيٌ وارجعني الى ربي وذلك بسكوتها واحتمالها فأنها مدة 30 عاما قد كانت حملاً صامتاً لم تفتح فاها بكلمة واحدة لتتشكى من المعاملة القاسية التي عاملتها بها .وكم حاولت بشراسة اخلاقي ان اغيظها وازعجها بسوء معاملتي ,لكنها بقيت خاضعة لجميع اوامري , ممتثلة ادنى رغباتي , وعوض ان انتصر عليها برداءة تصرفي فقد انتصرت هي عليٌ وغلبتي بصبرها وطول اناتها . فكلما زدتُ في معاملتها اساءة تقابلني بالبشاشة والسكوت والعمل بأرادتي . فكأنها ما اتت عندي إلاٌ لتتعذب . بالحقيقة إن الديانة التي تحدو المرء على مثل هذه الفضائل السامية لهي ديانة ألهية حقيقية ,,اني اندب سوء حظي لكوني لم اعرف هذ الديانة ولم أسر بموجب وصاياها . اما الان فأني اريد ان اعترف بذبوني واموت مؤمناً بالله وخاضعاً لاوامر ديانة امرأتي . قال هذا واعترف اعترافاً نصوحاً وانهى حياته بشواعر التوبة الحقيقية . فالطوبى للزوجة التي بطاعتها وصبرها واحتماله تخلص نفس قرينها وتجعله سعيداً في الدارين .
التعديل الأخير تم بواسطة Mary Naeem ; 15 - 03 - 2022 الساعة 06:08 PM