الفقراء والأكنياء (آ 20- 34)
تَذْكر التطويبة الأولى الفقراء ولا تزيد تحديدًا آخر كما في متى: "المساكين بالروح ". ففي السِياق اللوقاويّ، تدلّ هذه التسمية المُطْلَقة على الفقراء والبؤساء والذين لا يملكون شيئًا، تدلّ على طبقة اجتماعيّة دُنيا.
ويشير الويل الأوّل إلى الأغنياء بالمعنى المعروف، إلى طبقة اجتماعيّة، طبقةِ الذين لا ينقصهم شيء.
إن تسمية الفقراء والأغنياء في رأس اللائحة يشرف على التَعداد اللاحق. ففي التطويبات الثانية والثالثة والرابعة، نحن أيضًا أمام فقراء، آلَ بهم فقرُهم إلى الجوع والبكاء وشقاء الأيّام. وفي المقابلِ، كان الأغنياء هؤلاء المتخمين والضاحكين والذين يكرّمهم الناس.
وكان وعد بالملكوت، بملء السعادة، للفقراء والمساكين. وهذا الوعد سيكرّر بكلمات أخرى التهانَي السابقة: يشبعون في الوليمة المسيحانيّة، ويشاركون في الفرح النهائيّ، وينالون أجر السماء. ولكن سنرى أنّ لوقا ينظر إِلى هذه السعادة في المستقبل، إلى ما بعدَ الموت. لم يعد المنظارُ منظارَ الملكوت الحاضر منذ الآن، بدخول المسيح على مسرح الأحداث. لقد وعى لوقا تأخّر المجيء. والملكوت سيكون في العالم الآخر.
والأغنياء بدورهم سيَلحقهم الشقاء في العالم الأخير. لا سعادة لهم ينتظرونها. فهم منذ الآنَ ينالون ما يُرضيهم، ينالون عزاءهم.