![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() فتَذَمَّرَ اليَهودُ علَيه لأَنَّه قال: أَنا الخُبزُ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء" "تَذَمَّرَ" تعبير عن سخط اليهود وعدم رضاهم دلالة على قلة إيمانهم بيسوع النازل من السماء؛ فكما تذمَّر آباءهم على المَنِّ قديما أثناء خروجهم من مصر (الخروج 16: 2-18) كذلك تذمروا هم على المَنِّ الجديد، أَنا الخُبزُ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء. لم يفهموا طبيعة المَنّ السماوي غير الطبيعي. ولم يفهموا أن المسيح سيعطيهم جسده المقام من الأموات بطريقة معجزية تحت أعراض الخبز والخمر. ومن تذمروا وانصرفوا فهموا الكلام عن الجسد والدم بمعناه الحقيقي وليس الرمزي. تذمروا كما تذمر آباؤهم في البرية على موسى وبالتالي على الله في صحراء سيناء حيث أن التذمر هو من طبيعة بنى إسرائيل منذ أن خرجوا من أرض مصر. تذمروا على تدبير الله. فلا أمان، ولا ماء، ولا لحم! وكل أنباء مسيرة الخروج تفيض بذكر هذه التذمرات (خروج 14: 11، 16: 2-3، 17: 2-3, عدد 14: 2- 4، 16: 13- 14، 20: 4- 5، 21: 5). وفي الواقع، تذمر رؤساء اليهود على يسوع، إذ لم يقبلوا ما نادى به عن ألوهيته انه نازل من السماء. ولم يروا فيه سوى النجار القادم من الناصرة. رأوه بعيونهم البشرية ولم يروه بعيون الإيمان كما صرّح يسوع " فمَشيئةُ أَبي هيَ أَنَّ كُلَّ مَن رأَى الِابنَ وآمَنَ بِه " (يوحنا 6: 40)، ورفضوا الإيمان بانه ابن الله ولم يتقبلوا رسالته. ولحماية أنفسهم من مسؤولية هذه الرسالة أنكروا صاحبها. علة تذمراليهود هو تصريح يسوع بمصدره الإلهي بقوله "نَزَلَ مِنَ السَّماء ". ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم "السبب الظاهر لتذمرهم هو أنّ ربّنا كشف لهم أنّه نزل من السماء، إنّما السبب الحقيقي هو أنّهم فقدوا الأمل بالغذاء المادي الذي كانوا ينتظرونه". الأب لويس حزبون - فلسطين |
|