فكيف تستطيع الحمامة أن تستشعر موضعها وتحدِّد اتجاهها وهي في هذا البعد الكبير؟!
وهذا ما نراه هنا، فعندما أطلق نوح الحمامة من عنده نجدها بعد يوم كامل من الصباح إلى المساء تعود إليه ثانية، الأمر الذي لم يفعله الغراب، كما سبق وأشرنا في مقالات سابقة.
لكن ألا نجد فينا نحن المؤمنين ما يُشبه هذه الصفة أو الغريزة؟ فنحن لنا موضع محدَّد لا ينبغي أن نُخطئه، وهذا الموضع يتميز عن كل ما عداه، إذ فيه نستشعر حضور الرب ذاته حيث كل غناه وبركاته، وأيضًا رضاه، وهذا الموضع هو واحد، وإن اختلفت الأزمنة والأوقات، إنه بيت الله على الأرض!!