![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القس بيشوي فايق
- بماذا نجيب المشككون القائلين: أن خدام الإنجيل يُسَكِّنون الناس بالكلام الناعم المعسول، ويوحون لهم بتدخل الله ورعايته لهم؛ فإذا أصاب الناس خير يسارعون بالحديث عن حب الله وصلاحه، وإذا أصاب الناس ضرر يطالبون الناس بحمد الله، الذي أنقذهم من مصيبة أعظم كانت ستصيبهم، وإذا أصاب الناس مكروه عظيم برروا حدوثه بالفائدة الروحية، وما ينتظر الناس من حياة أبدية سعيدة؟ الإجابة: كله للخير ليست مقولة لتخدير، وتسكين مشاعر الناس وسط شدائدهم، لكنها عقيدة إيمانية معلنة من خلال كلمة الله المحفوظة في الكتاب المقدس، والمشهود لها من واقع خبرات إيمانية وشهادات تاريخية دامغة. فيما يلي نناقش أسباب عدم منطقية ما يثيره المشككون من ظنون كاذبة ضد صلاح الله، ثم عمل خدام الكلمة في تعزية الناس في الشدائد. ثم نذكر بعض من الحقائق والوعود الإيمانية الراسخة التي قد بني عليها المسيحي حياته، وأخيرًا نناقش اعتقادنا الراسخ بخصوص صلاح الله المطلق ومشيئته وحكمته الصالحة. أولًا: شكوك غير منطقية إن عدم إدراك المشككون لحكمة وقدرة الله على توجيه كل الأمور لخير الإنسان هو السبب المباشر لتلك الشكوك. إنهم يتخيلون أن صلاح الله لا يمكن أن يعبر عنه إلاَّ بطريقة واحدة فقط، وهي منع الله حدوث كل تعب أو وجع أو ضرر مادي عن الإنسان. وهم في ذلك يتناسون الحقائق التالية: * العالم قد وضِعَ في الشرير إن الأرض التي نحيا عليها هي أرض شقاء، وأن العالم ليس هو ملكوت السماوات كقول الكتاب: "نَعْلَمُ أَنَّنَا نَحْنُ مِنَ اللهِ، وَالْعَالَمَ كُلَّهُ قَدْ وُضِعَ فِي الشِّرِّيرِ" (1يو5: 19). * غربة هذا العالم تؤهلنا لحياة أخرى إن الحياة على هذه الأرض ما هي إلاَّ فترة مؤقتة تؤهل الانسان لحياة دائمة سعيدة أي: ملكوت السماوات، وأن ظروف الحياة وأحداثها المختلفة تصقل الإنسان، وتؤهله للحياة الأبدية الروحانية، كقول الكتاب: "حَتَّى إِنَّنَا نَحْنُ أَنْفُسَنَا نَفْتَخِرُ بِكُمْ فِي كَنَائِسِ اللهِ، مِنْ أَجْلِ صَبْرِكُمْ وَإِيمَانِكُمْ فِي جَمِيعِ اضْطِهَادَاتِكُمْ وَالضِّيقَاتِ الَّتِي تَحْتَمِلُونَهَا، بَيِّنَةً عَلَى قَضَاءِ اللهِ الْعَادِلِ، أَنَّكُمْ تُؤَهَّلُونَ لِمَلَكُوتِ اللهِ الَّذِي لأَجْلِهِ تَتَأَلَّمُونَ أَيْضًا" (2تس1: 4- 5). ثانيًا: تعزية وعمل خدام الكلمة إن تعزية الناس وقت شدائهم أمر إلهي كقول الكتاب: "عَزُّوا، عَزُّوا شَعْبِي، يَقُولُ إِلهُكُمْ" (إش40: 1). وهي عمل محبة نحو من نحبهم، ونشفق عليهم في شدائدهم، لكن هذه التعزية لا يمكن أن تعتمد على اجتهادات بشرية عقلية في تفسير مشيئة الله، التي من الصعب إدراك مقاصدها، لأن البشر كثيرًا ما يخطئون تفسير الأمور الإلهية. إن التعزية الحقيقة للمتألمين لا بُد أن تعتمد على حقائق ثابتة شافية، وتعتمد أيضًا على عمل نعمة روح الله القدوس. فيما يلي نشرح ذلك بالتفصيل: * خدام الله ملتزمون بتعاليم الكتاب كما هي خدام الله غير مطالبين بتفسير مشيئة الله من وراء كل حدث يجري في حياة الناس لكنهم يقدمون كلمة الله، ووعوده الصادقة كأساس للتعزية وسط الشدائد والضيقات التي تصيب الناس، كقول الكتاب: " هذِهِ هِيَ تَعْزِيَتِي فِي مَذَلَّتِي، لأَنَّ قَوْلَكَ أَحْيَانِي... تَذَكَّرْتُ أَحْكَامَكَ مُنْذُ الدَّهْرِ يَا رَبُّ، فَتَعَزَّيْتُ" (مز119: 50- 52) هم ملتزمون بتقديم كلمات الله كما هي، وبذات مفاهيمها التي استلموها على مر العصور، لأنهم أمناء، لا يزيدون، ولا ينقصون شيئًا منها. |
|